في اصبعي هذه المرة !!

5.3K 453 78
                                    

رأيتني ..
أقف في ذاك الممر المظلم ، و رأيته يقف في اخره ..
لكنني اقرب ..

مد يده و سمعت صدى صوته : تعالي ..
كنت ساقتراب لولا ان التعب كان بي  شديداً ..

ثم تداخلت الاصوات ..
- احضري الثلج بسرعة ، و احضري مزيداً من المناشف ..
- هل ستكون بخير ؟؟
- امي ، ابي لا يرد على الهاتف ..
- فلتتصلي بمازن او ادهم اي احد هيا ..

فتحت عيني المجهدتين لارى امي تجلس قربي ..
: امي؟؟
اجابت بغضب : اخرسي ، لا اريد سماع صوتك ..
متألمةً قلت : امي ، كيف دخلتي ؟؟
شدت على نواجذها : قلت اخرسي ، لو لا الحمى لالقيت بك في الخارج و اغلقت الباب لتتعلمي ان لا تنامي و الباب مفتوح ..
حاولت محاورتها : امي ، لست انا ..
لكنها ابت : قلت اخرسي ..

و اخذت المنشفة و وضعتها على جبهتي ، كنت اتمتم مناديةً لها و هي في تجاهلٍ تام لي ..
نظرت حولي ..
- امي ؟؟ هل احدكم حملني الى الغرفة ؟؟
لكنها تجاهلتني ..

رفعت يدي لامسك بقميصها لكني رأيت خدوشاً كثيرةً بها  ..
مذعورةً سألتها : امي ما الذي حدث ليدي ؟؟
و استمرت بالتجاهل فبكيت و رحت اصرخ ..
- ما الذي حدث ليدي ؟؟ اخبريني كيف جرحت هكذا ؟؟

فأمسكت بي و حاولت تهدأتي : انا لا اعرف ربما وقعتي او شيئاً ما اهدأي ، انه مجرد جرحٍ صغير ..
- انه ليس مجرد جرح ، انه ليس مجرد جرح ..

و اشتدت بي الحمى و بدأت افقد الوعي و انا ابكي و ابكي حتى غبت عن الوعي ..

و بعد هدوءٍ شديد ..
سمعت صوت المعازف و الناس تغني ..
عندما فتحت عيني رأيت الشمس شارقة و الوان الزينة ، في حديقةٍ ما كنا ..
رأيت امي و اخواتي يقفن معي ، و ابي و اخواي اسفل المنصة ، و بقربي شاب  يبتسم لي ..
و شيخٌ امامنا بلابسه السعيد يجلس امامنا ، يفصلنا عنه طاولةٌ عليها كتاب كبير ..

فقال الشيخ : اتقبلينه زوجاً لك ..
كنت سعيدة و قهقهاتي عالية ، كررت الاجابة ' نعم ' كثيراً له و نقشت اسمي على ذاك الكتاب ، و الشاب يضحك لي ..
فسأله الشيخ والدي : ما جوابك يا منصور ؟؟
استقام ابي له و بصوته العالي اجاب : ازوجك ابنتي ..
فأمسك الشاب القلم و خط اسمه في الكتاب ..

نهضت و ادرت له ظهري و بالفستان الابيض ركضت الى اخواتي ، ثم استفقت على صدى ضحكاتنا السعيدة ..
انه اجمل حلمٍ رأيته ..

بابتسامةٍ اخذت اتلفت حولي ، ثم وضعت يدي على رأسه المسند على السرير و حركت شعره :
ابي ؟؟؟ ابي استيقظ ..
رفع ظهره و مسح وجهه بكفيه و سأل :
اه ميسون ، كيف حالك ؟
ضحكت : انا بخير ، لماذا انا ف المستشفى ؟؟ هل هي الحمى ؟؟
مسح جبهتي : اجل ، كيف تشعرين ؟؟
تنهدت بسعادة : انا بخير ..
بندمٍ قال : اسف ، انا السبب ، تركتك وحيدة في البيت .
ضحكت مجدداً : لاه لاه ، انه افضل حلم .
بريبة : حلم ؟؟
فضحكت و خللت اصابعي بين اصابع يده ..

نظر الي قليلاً ثم قال : حين اتصلت امك و هي تبكي ظننت ان مكروهاً قد اصابك ، و حين ذكرت انك هنا ظننت ان مازن قتلك  ، جئت الى هنا لارى كيف هي حالتك اولاً لاعرف اي نوعٍ من الضرب اعطيه ..
بعيداً ابعدت نظري عنه : فرعون ..
بتعجب : ماذا قلتي ؟؟
اجبته بهدوء : اقول يا للهول ..

فصمت قليلاً دون ان يزيغ عينيه عني ثم قال :
ماذا قالت معلمة الكيمياء لك ؟؟
استغربت سؤاله : بشأن ماذا ؟؟
بتباهٍ اجاب : بشأن الاوراق و الصور ..
رددت عليه : اتعني الواجب ؟
ضحك بصوتٍ عالٍ : اجل اجل ، استغلت امك حبي للمنافسة جعلتني اطبع كل تلك الاوراق و قالت بأني لا احتاج اليها فتركتها في حقيبتك ..

كم اشعر بالارتياح لما قاله ، نظرت اليه و الابتسامة تشق وجهي : حقاً انت فعلت ذلك ؟؟
بتباهٍ و تفاخر : انا منصور ، حاصلٌ على اعلى العلامات ، و افضل العلاوات ههههههه ، من السهل القيام بهذا ..

وضعت رأسي على تلك الوسادة و نصف همي قد انزاح عني و النصف الاخر زيح مع ذاك الحلم الجميل ..
يا الله كم انا سعيدة ..

- نعود الى البيت او تريدين المكوث هنا اكثر ؟؟
بتثاؤب : اشعر بالتعب انام قليلاً و من ثم نعود .
- ما رأيك ان تتناولي الطعام ، الطبيب وبخ مازن و اخواتك لان معدتك لا تتوقف عن الفحيح ..
اومأت له : ههههههه نعم ، اشعر بالجوع ..
فخرج..

و بعد مدةٍ قصيرة ، دخل الي طبيبٌ بالغ الوسامة ، تقدم الي و وقف قريباً مني ، و بتلك العينين الداكنتين نظر الي ..
شعرت بشيءٍ لا يوصف يتراقص داخل قلبي ، كنت اردد بيني و بين نفسي " كم هو وسيم !! " ..

وضع ظاهر كفه على جبهتي ثم قلبها و قال : عليكي ان تتناولي الطعام .
ابتسمت له و سار مبتعداً الى الباب و خرج ..

اكاد اطير من السرور المحيط بي ..
امسكت الغطاء ورفعته ، تخيلتني في ذاك الفستان و اني ارقص ، رفعته عالياً و حركته يمينا و شمالاً و كأنني اتبختر وسط صالة الرقص ..

رأيت الخدش مضمد ،  لم اعره بالاً بدايةً لكن ..
حين رأيته يلمع تعجبت !!
افلت الغطاء لافتح يدي ..  لارى اصابعي و الخاتم يتوسط احدها !!

رفعتها اكثر الى النور لاتأكد ، انا متأكدة بأنني لم ارتديه ؟!
كيف وصل إلي ؟؟

و الان ماذا !!!

من صقيع الخوف تُروى حكايةWhere stories live. Discover now