~: لم ينتهي النهار بعد !! :~

7.9K 612 194
                                    

" كيف و متى ؟! " تساءلت كثيراً بعينين متفنجنتين تنظران لاصبعي و فاهٍ مفتوحٍ من الصدمة ..

خفت ان يلاحظني احد و انا بهذه الحالة ، فأنزلت يدي و اخفيتها بين صفحات الكتاب ، و حاولت اغلاق فمي و بينما كنت احاول خلعه بتوتر جاءت تلك الغبية اسمى و ضربت بيديها على الطاولة بقوة :
ميسووون يا صديقتي العزيزة ، كيف حالك يا عزيزتي؟؟ ..

فأدخلت يدي داخل الكتاب و اغلقت الكتاب بيدي الاخرى عليه و ببرودٍ اجبتها :
اهلاً .. اهلاً .
جلست على الطاولة و معها تلك الوقحة سمر و نظرت إلى يدي :
اوه ، ميسون ؟ انتي متغيرة كثيراً في الاونة الاخيرة ، لا تتحدثين معنا كثيراً ، و لا تتناولين الافطار معنا .. امم يا ترى هل استبدلتنا بصديقات جديدات ؟!
اخذت نفساً عميقاً وكتمت غيظي بقولي : سأسر فعلاً بهذا ..
سمر بغرور : هاهاها ابداً لن تتخلى عنا ، نحن سكر حياتها و ايامها ..
- " انتن مجرد حشرات مزعجة " لم استطع رفع صوتي بها ، اردت فعلاً ضربهن ..

اقتربت سمر مني و دنت برأسها الى الكتاب و قرأت :
اااا ... كيف تصبح شخصيةً مبدعة ؟! هاه؟!
فانفجرت اسمى ضاحكةً بأعلى صوتها : هااهاهاهاهاها .... شخصيةً مبدعة ؟؟! هاهاهاهاها
سمر ساخرة : يستحيل ان تصبحي مبدعةً يا عزيزتي ههههههه ..
رفعت رأسي قليلاً فإذا بكل من في الصف ينظر إلينا ..  بل إلي ..
انهن يضحكن علي !!  و على ما يقلنه ، فتناثرت المشاركات علي من هنا و هناك :
ميسون صديقتي لا يوجد ابداعٌ هنا ، اعطي الكتاب لمن يستحقه و يستفيد منه ..
قالت اخرى : انتي تهدرين وقتك مع هذه الصفحات ..

فاقتربت احداهن الي و شدت ذراعي لانهض فسقط الكتاب على الارض و برزت اصابعي .. او الخاتم ..
- مهلك مهلك ... كتابي تمهلي ..
جلست على الارض و حملته و سمر و اسمى يراقبان يدي كالصقر حين يراقب فريسته ، ثم تبعتها و هما خلفي تسيران حتى وصلنا الى تجمعٍ للفتيات في الصف ..
و اجلسنني بينهن و سمر و اسمى جلستا عن يميني و شمالي ..
" لم لست مرتاحةً لهن ؟! " تساءلت بصمت ..

اخذن يتحدثن عما حصل للفنانة الفلانية ، وما فعل بها حبيبها ، و تكلمن عن ازياءهن و ألمع السهرات التي حضرنها ، و نبشن قليلاً في عرض هذه و استهزأن في لبس هذه ..
وانا ؟! كنت اجلس وسطهن ممسكةً بكتابي ، كان في حضني و ذراعي حوله ..
و بين الحين و الاخر كانت تنظر الي سمر ثم تحدق مطولاً الى اصبعي و ترمش للفتيات ، ثم تلتفت نحوي اسمى و تحرك يدي ذات الخاتم بيدها ثم تبعدها ..

مزعجات ، متطفلات ، وقحات .. في كل مرة يلمسنني فيها كنت القي بهذه الكلمات من شدة الغيظ عليهن ..
و لأنني كنت متضايقة بشدة مما جعل الوقت يتباطىء و يتباطىء حتى ظننت ان هذا الوقت لن ينقضي ..

" كم اكرهكن.. " كتمتها و لم ابدها لهن ..

و بعد ان كاد يتوفاني الاجل من الضجر رن الجرس و حان وقت الحصة الاخرى ، انتظرت بلهفٍ دخول معلمة ، مدرسة ، طبيبة، او حتى عزرائيل .. المهم ان اعود الى زاويتي في الخلف ..
و لله الحمد حضرت ، و  ما ان عدت الى مكاني خلعت ذاك الخاتم بسرعة و انا احرك شفتي هامسةً له :
لقد تسببت لي بكثيرٍ من المشكلات اليوم ..
فنادتني سمر : ميسون حبيبتي ، هل ناديتني ؟!
" عساك بالاجل القريب " بحقدٍ قلتها و لم اجاهر بها..
- : لاه لاه .. لم انادك  ..

من صقيع الخوف تُروى حكايةWhere stories live. Discover now