ليس حلماً

5.9K 487 180
                                    

رأيتني .. 
أقف في ممرٍّ مظلم ، و في نهايته ضوءٌ خافت ..
كان هناك من يقف في آخره ، سمعت صدى صوته : تعالي ..
اردت الاقتراب لكنني متعبة ، وقفت انظر اليه و استمع للصدى : تعالي ..

رفع يده و مدها لي ، ارادني ان اقترب منه ، انني متعبة لا استطيع المضي اليه ..
تكرر صدى صوته العذب كالنغمات الحانية تهدئ المتوتر ، كان صداً ثم تكاثر ..
اصواتٌ كثيرة تداخلت ، صراخ ؟! شجار ؟! ...

اصواتٌ كثيرة و من بينها المألوف ، مهلاً!! ..   صوت والديّ ، انهما يتشاجران لا ..   بل عراك ..
فتحت عيني ..

على سريري القديم كنت استلقي ، و كانت مها تفتح الباب قليلاً مختلسةً النظر للخارج مختبئة ..
اصواتهم صاخبة تهز المكان من علوها ..

فسألتها : مها..  مها ، ما الذي يجري ؟!
التفتت الي و هي تقضم اظافرها من التوتر : انه مازن مجدداً ..
و تقدمت الي و جلست على سريري : كيف حالك ؟؟
سألتها : مابه مازن ؟؟
مها بإنفعالٍ هامسة : احضر زوجته لتناول العشاء اعتذاراً لما فعله بك ، فدخلت زوجته الغبية و اخذت تلقي الطعام من الثلاجة الى النفاية ..
استغربت قولها : و لمٓ قد تفعل ذلك ؟؟
اجابت : غباءها ، رأتها دارين و طلبت منها ان تتوقف ، لكنها تمادت في عنادها ، و وصل بها الغباء ان تصفع دارين ..
بذهول : ماذا !! و ماذا فعلت دارين ؟؟
نظرت بعيداً : انها ابنة منصور ماذا تتوقعين ان تفعل ..
حركت ذراعها بقوة : اخبريني هيا ماذا فعلت ؟؟
نظرت الي : بصراحة انا لا ادري سمعت الصراخ ، و خرجت ركضاً و حاولنا ابعادهما عن بعض ، و رأيت دارين تحمل شعر تلك البلهاء و تلقيها في الحاوية ..
نظرت اليها في دهشة و اكملت هي :
ذهبت تلك الشيطانة لتبكي عند مازن ، و خرج البطل الى دارين ليتم المسألة ، و الطامة الكبرى ادهم و زوجته هنا ايضاً ..

" ادهم و ابي و مازن ، هه اجتمع فرعون و هامان و قارون في مجلسٍ واحد ، لاعجب ان كان الصوت صاخباً " توارت هذه الكلمات في ذهني ..

- الحظ الجيد يكمن في كون ادهم في صف دارين ، هل هذا شيءٌ غريبٌ عليك ؟!
اجبتها و مبعدةً الغطاء عني : ابداً ..

رأيت ملابسي مكسوةً بالدماء نظرت اليها في ذهول ، ففتح الباب و دخلت لجين و دارين ، التفت اليهما ..
كانت الكدمات البنفسجية تغطي وجه دارين المسكينة ، و عينها لا تكاد تفتح و الدماء تجري من بين شفتيها ..

هرعنا اليها و اجلسناها على كرسيها ، و خرجت لجين مسرعة و عادت بمناشف و علبة ماءٍ باردة و اعطتها مها ، و سارت الى الخارج ..
اخذت مها الماء و سكبته في المنشفة و مسحت وجهها به و هي تسألها :
هل انتي بخير ؟؟
فبدأت دارين تبكي بصمت ، دموعٌ تنزل و و زفراتٌ مضطربة ، حمداً لله لست انا ...
نظرت الي و قالت بذاك الصوت المؤلم :
كيف تشعرين ؟!
بعفويةٍ اجبت : افضل حالاً منك ..

من صقيع الخوف تُروى حكايةWhere stories live. Discover now