~: استفق يا جسدي :~

3.8K 337 105
                                    

تشبثت بساق الطاولة محاولةً التماسك ، حاولت اعتلاء ساقي و فشلت ، و هن ..
انتثرن في الصف عند سماع المعلمة قادمة ، سمر انطلقت الى جلادٍ يغطي لوحات الصف و اخذت تمزقه بمساعدة اسمى ..
اما زيزفون و جمانة حاولتا رفعي الى الكرسي ، ثم احضرن الجلاد و غطين به الطاولة قدر المستطاع ، حاولن جاهدات اخفاء الامر ..
هل تعرفون السبب ؟؟

اما انا فقد اكتفيت باخذه في قبضتي و السكون جالسةً دون حراك ، هذا الخاتم سيقضي على ما عندي من عقلانيةٍ حتماً ، علي التخلص منه ..

مضى اليوم الدراسي علينا و كأننا في مأتم ، لا نتكلم لا نأكل ، الابتسامات نُظهرها بالاكراه ، و التفاعل مع الدروس منعدمٌ فعلاً ..
و بعد اعلان الجرس لموعد الرحيل القيت به عند الكتب و اغلقت الحقيبة ، و خرجت مسرعة قاصدةً البيت ، لكنهن اوقفنني متساءلات :
ميسون ، هل تواعدين احداً ؟؟
اجبتهن : لا ، انا لا ..
قاطعتني سمر بقولها : لا تكذبي ، ما على الطاولة دليلً قاطع ..
دعمتها جميلة شادةً حقيبتي اليها : ميسون ، اذا عرف والدك ستنتهي حياتك الا تفهمين !!
حاولت الكلام : يا بنات ، انا حقاً لم ..
فقاطعتني اسمى : اليوم نحن في صفك و لكن استمرارك في هذا سيجعلنا ضدك ..
و ما زاد الحال روعةً صوته الجهير : ميسون !! ..

التفتنا جميعاً اليه ، فتراجعن هامسات : انه مازن ، يا الهي ، لعله عرف ما حصل ..
حاولت التماسك بقولي : اخرسن و لا تبتعدن ..
مكملاً حديثه : ما رأيك ان نعود للبيت معاً يا اختي ؟؟
اخذن نفساً جماعياً لما جاهر بها ، بل شهقة ..
اجبته بدوري : كيف اتركهن و اتي معك ، هذا عيب ..
مراوغاً رد علي : معي السيارة الجديدة ، يشرفني ان تركبيها قبل زوجتي ..
نظرت اليهن ثم قلت : لقد وعدتهن ، عيبٌ ان اخلف وعدي ..
اسمى هامسةً لي : ليس عيباً ان تكذبي عليه  ..

ثم زاحمتهن بسيري بينهن ممسكة بمرافق من كن بقربي ، و تجاهلت مناداته المستمرة لي :
ميسون !! انا اتحدث معك تعالي الان ، ميسون !!
سمر : يبدو غاضباً حقاً يا ...
اسرعت في السير بهن : علي ان اهرب و انتن ستساعدنني ..
جميلة برعب : ماذا لو ضربنا ..
متجاهلةً قولها اكملت : عند وصولنا للمنعطف سنتبادل الحقائب و كلاً منا تجري في طريق يختلف عن الاخرى ..
اسمى : و الاشارة ستكون ثلاثة ، اتفقنا ..
بينما هو استمر برفع صوته مقترباً نحونا : ميسون !! ميسون!!

فلما صار بيننا و بين المنعطف خطوة صحنا بها جمعاً " ثلاثة!! " ..
فتطايرت الحقائب عالياً مما جمد مازن منذهلاً ، و بين يدي سقطت حقيبة اسمى فانطلقت بها الى الشاطئ ، و حقيبتي كانت بحوزة سمر فعدت بها الى مراكز التسوق ..
من حسن حظي ان سمر تملك نفس طول ولون شعري و بما اننا نملك الزي نفسه نجحت الخطة و تبعها مازن و انا نفذت من خبثه ..

من صقيع الخوف تُروى حكايةWhere stories live. Discover now