اخيراً عرفت من

2.3K 231 66
                                    

- السيدة ميساء منصور فلتتفضل بالدخول -

ها هو النداء الذي انتظرناه ، مد سليمٍ يَدَه مساعداً لي على الوقوف ، سار امامي و تبعت خطاه ..
- لا تتكلمي الا اذا عندما يوجه لك السؤال ، هل انتي خائفة ؟؟
- اجل ، اشعر بالتوتر ..
- ههههه ، لا عليك كل شيء سيكون على ما يرام ، القضية بيدنا ..

فتح الباب لنا احد الحرس ، رأيت امامي مكتب مقوس ، و بضع كراسٍ تصتف خلف بعضها امام المكتب ، بمكتبين او منبرين لا ادري ماهما احدهما في الميمنة و الاخر بالميسرة ، عن اليسار رأيت الطبيب بالثوب و الشماغ يبتسم لي ..
- ماذا يفعل الطبيب هنا ؟؟ - همست لسليم ..
- اي طبيب ؟؟ - اجابني بالهمس ..
و على تلك المقاعد ابي و البقية ، اما انا فقد مضيت الى الكرسي في الميمنة ، حيث جلست و جلس بقربي سليم ..
- سليم ، هذا الطبيب ماذا يفعل هنا ؟؟ - عاودت الهمس ..
و حين كاد ان يهم بالرد تحدث الشيخ : السلام عليكم ..
و بدأنا ...

تحدث و تحدثوا معه ، سألهم و اجابوه ، سمعت صرخات الغضب من ابي ، و ردودٍ مسكته من الشيخ ، الكاتب قربه سجل كل حرفٍ و لمز حدث داخل الصالة ، و استمر سليم بالوقوف للتكلم ثم الجلوس بين الحين و الاخر .

اما انا ..
فكنت شاردة الذهن متمعنةً النظر اليه ، مداعبات الريبة لفكري تجعلني اكرر السؤال مرةً تلو المرة :
ما الذي يفعله هنا ؟؟
رأيت الممرضة تتقدم و تدلي بشهادتها ، و رجال الشرطة الذين حضروا بليلة الخطبة ايضاً هنا ، هم حضروا على احداث حصلت و انت ماذا ؟؟
مهلاً سمعت حديثهم عن تقارير طبية ، بالتأكيد هو يفضح تفسيرات حركاتي المريبة ، يشرح تلك التقارير الصحية ..
اخيراً عرفت ماذا يفعل هنا ..

حاولت فهم ما يقولون و لكن اسلوبهم غريبٌ في الخطاب ، يتحدثون بالتواريخ و الساعات ، انا لا لم اعد اعرف ان كنت انا من يتحدثون عنها او لا ..
فجاء احد العاملين بيده مجموعةٌ من الصور اعطاها لاهلي ثم ابتعد ، نظرت اليهم و الفضول يتملكني ..
" ما  بهذه الصور التي اعطاهم ؟؟ " همست بها لسليم ..
شاهدت كيف فرجت افواههم و تفنجنت اعينهم ، ما خطبهم تجمدوا بتلك الوضعيات المثيرة للشك ؟؟

نظرت للطبيب فكان يشاهدهم بإبتسامة خبثٍ شيطانية ، سأحترق ان لم اعرف ، فقرصت سليم : اريد ان ارى ما بتلك الصور ..
فهمس سليم للرجل الذي كان برفقة الطبيب و طلب الصور ، فأرسلها له بالدسيسة ، فأعطانيها هامساً : تحت المنضدة ..
فنظرت الى اشكالهم تلك قبل ان افتحها و انا اكرر داخلي " سأكتشف على ما تطلعون " ..

انزلت بصري لما تحت المنضدة ، انزلتها لتنتقل ملامح الذهول منهم الي ..
يا الهي ما هذا ؟؟ يا الهي ما هذا !!!

الشيخ : هذا انت يا منصور ، فهل تستطيع الان تلفيق كذبةٍ جديدة ؟؟
ابي بإنفعال : هذا .. غير معقولٍ .. لا !! انها حيلةٌ مدبرة .. هذا مستحيل ، مستحيل !!
الشيخ بصرامة : اخرس !! كيف لك ان تكذب ذلك ها !!
الرجل المرافق للطبيب : و بهذا يا سيدي تمت ادانته ، كذبه المتواصل و رفضه و اتهامنا بالكذب و التزوير في كلا الدعوتين .. يحق لي كمحامي و لموكلي ان نطالب بالعقاب على الفور ، و ايضاً لابد من العدل ان يحكم بأن يستعيد زوجته منهم ..

من صقيع الخوف تُروى حكايةWhere stories live. Discover now