نبضاتٌ مرتعدة

2.4K 222 88
                                    

انها السادسة مساءاً ...

امي بين النساء ترحب بهذه و تباشر بالتضييف ، و اخواتي بين احمر شفاه و مناكير ، و ابي قد امسى جسده بين الرجال و عقله مع فراس و يده لا تكاد تكف عن معاودة محاولة الاتصال التي تنتهي من الفجر بـ ( لم يتم الرد ) ..

اما انا ففي نزاع مع الحسرات و دموع الخذلان قد نقشت على خدي " قاتلة " ..
في كل مرةٍ احاول فيها التوقف عن البكاء تزيد الدموع ، و وجعٌ قد مضغ مضغتي ارداني قابضةً له و قد التويت على نفسي من حدته ..

خمس ساعاتٍ بل اكملت العشر و انا محاطةٌ بهالاتٍ زرقاء و شيب الجرم ، طلعت الشمس و غربت دون ابصار نورها ..
ففتح ابي الباب ليعطي النور مجالاً ليختلس النظر لي ، و اقترب مني بذاك الثوب ناصع البياض ، و زين وجهه الشماغ الاحمر و ثبته بعقالٍ اسود ، دخل و كومة الوسامة تلك تبددت بين كلماته القلقة :
ميسون ، هل تشاجرتي مع فراس ؟؟ هذه المرة الالف التي اتصل عليه فيها و لا يجيب ..
الزم الخزي رأسي بالهبوط ، و اسكت الذنب ردودي ، فجلس جواري و ترك راحة يده على ظهري :
ماذا قال لك يا ميس ؟؟ هل اعتذر عن القدوم ام ماذا ؟؟

و بعد انتظارٍ دام بضع ثوانٍ رفع هاتفه فاقداً الامل بإجابتي ، و كسر ضوء هاتفه الغشاء على عيني ، فأبصرت اصبعه يلمس ( حبيب ميس ) لتظلم الشاشة و تبرز نافذةً اخرى ( جارٍ الاتصال ) بصوت الرنين ، و يرن و يرن و يرن ، فمزج ابي رنات الهاتف بتنهداتٍ قلقة ، و يستغفر مع التي تتلوها ، مع استمرار ضرب الفخذ المتواصل ، ثم تظهر صورة الرمزية المبتسمة و تحتها رسالة قصيرة ( لم يتم الرد ) ...

و بعد صمت يكرر سؤاله : ميس ماذا قال لك اخبريني ؟؟
فرفعت رأسي و انا احاول ان التقط النفس او ازفره ، بتلك الدموع التي غطت كل ملامحي ..
- عمي !! - و طرق الباب ..
اجابه : ادخل يا زيد ، ادخل ..
فولج الينا شابٌ ثلاثيني ، بثوبه ذو النقوش المطرزة ، و شماغه الابيض و علامات الفزع من منظري بادية : م.. ميس ؟؟ هل تشاجرت مع حبيبها ؟؟
اومأ برأسه له : انه لا يجيب ، لا اعرف ما به ..
فقال ذاك متحدثاً الي : لا عليك ، فراس يحبك و لن يفرط فيك ، هيا امسحي دموعك و اذهبي مع اخواتك ، استعجلي كلها ساعة و نذهب الى القاعة ..
والدي بحزم : هو محق ، و هذه اخر مرة اكرر هذه الجملة فيها ، استعدي و هيا فلم يعد لدينا وقت ..
فسأله الشاب : هل اتصلت بالشيخ ؟؟
فقفز ابي الى الباب راكضاً مثبتاً شماغه : يا الهي لقد نسيت منه ..
و تبعه الشاب ..

ما كانت سوى بضع دقائق حتى جئن و اخذنني الى غرفتهن ، فرشن امامي انواع الصبغات و فرش الطلاء ، و اخرجن ملابس بالوانها اعمتني ، و جلسن حولي منتظرات ان اجهز نفسي ..
رفعت رأسي فرأيت وجه القاتلة ، رأيت كدمات دمائه تنفخ وجهي ، و قرصات الدموع تورم عيني ، و اعاد انفعالي الحزين قولهن : تزيني حتى تكوني الاجمل بعينه ..
- انتي محظوظة ، فراس يحبك منذ الصغر ..
- الم تري ما اشتراه لها ..
- و والدي سمح لها بالخروج معه ..

من صقيع الخوف تُروى حكايةWhere stories live. Discover now