الى آخر نقطة

4.4K 370 168
                                    

كحفلة شواء ..

أحاطت سيارات الشرطة بقصره ، أردت بشدة مناداة قيس ، و لكن لا حاجة فأنا أعرف أنه ليس هنا ..
مسح فراس وجهي بيده : هل انتي بخير ؟
أومأت بالإيجاب : كل الخير يحتويني .. مهلاً !! كيف نجوت ؟ كيف خرجت من السيارة ؟

ضاحكًا أجابني : هرعت عندما لم أجدك ، بحثت مطولاً و لم أعثر عليك ، كدت أجن بحق ..
لا أدري كيف وجدني ذلك الشرطي ، بدا مظهره غريب و مخيف ، سألني عن سبب وجودي و ما أبحث عنه ، لم تكن سوى بضع ساعات حتى أقبلوا إلي ، أخبرتهم بكل شيء ..
ثم بدأنا بالبحث ، هنا و هناك ، كنت مع أحدهم و انفصلت عنه عندما رأيت فتاة بثوبها الأبيض ، ركضت خلفها ثم اختفت !!
فأكملت السير حتى رأيت إمرأةً تحترق ، ناديتك مراراً و تكراراً ، فظهرت على مدى البصر ، فتبعتها و سقطت إثر إنزلاقها ، فاستعجلت العدو إليها ، و لكن لم أجدها ، عندها رأيت ألسنة اللهب ، تبعتها فترآى لي منظر قيس المنحني ، عرفت بأنكي معه و لم اخطئ ، حمداً لله ..

رددت عليه : رداءٌ أبيض قصير ، حيث تبرز الساقين ضبابٌ مريب ، شعرٌ أسود كثيف ، يغطي كل جزء قد يظهر مع الحركة ، و لها عينين سوداء ببؤبؤ أبيض ..
تأتأ : ص.. صحيح ، لق.. آكانت ج..؟؟!!
ابتسمت له : مرحباً بك في عالمي ..
استمر برمقي بتلك النظرات الفزعة ، أولا يصدق ما رأت عيناه ؟!

مضى جزءٌ من النهار و نحن في مركز الشرطة ، أسئلة تحقيق ، ضمادات و ممرضات ، ثم إلى بيتنا انطلقنا ..
توقفت سيارة الأجرة أمام بيتي ، ترجلت منها بينما كنت أنظر لأبي يقف أمام الباب ، و دارين تروي الريحان ، أمي تصفط الفناجين على طاولة الفناء ، و لجين و مها ليستا هنا ..
تقدمت إليهم ، فلما رأوا مظهرنا ..
ملابسنا متشققة ، الوجوه المضمدة ،  كل هذا دعا الى الصياح :
ميسون !؟ فراس ؟!
و تلايموا حولنا ، عناق و طبطبات ، و انتهى بي الأمر جالسة في حضن أبي♡♡

بعد مصف ساعة . .
دخلت البيت قاصدةً الحمام ، مررت بالقرب من بابه ، فشعرت به ملتصقاً بالباب ..  كأنما ينتظر !!
سادني العجب منه ، لماذا هو هنا ؟؟
و بالرغم من ذلك أتممت مقصدي و ما سعيت لأجله ، حمامٌ ساخن أعاد لأوصالي الإنتعاش ..
فإذا بطرق مها الباب : ميسون ، هناك محقق يطالب برؤيتك استعجلي !!
" محقق؟! " تلجلجت في خاطري ..
فهرعت بعد اكتساء الملابس ، بالهرولة إلى الخارج أتبعتها ، و في الفناء سألته :
ما الخطب ؟؟
مد إلي بمستندات : إليكي بهذا ..
- من قيس ؟ لا أريدها..
فراس بانفعال : أنا أريد الإطلاع عليها ..

حملها و تصفحها ، و بينما هو يقلب في صفحات الملف مد لي سليم بظرف رسالة :
هذه من قيس أيضاً ..
شدها فراس من يده بقوله :
هل تعرفين ما هنا ؟
اعتراف من قيس عن أنه منتحل شخصية أحدٍ ما ، و أن العقد باطل لعدم توافر الشروط اللازمة ..
ماذا !! ميسون !!
بريبة سألته : ما الأمر ؟
فراس : عمر قيس !! إنه أكبر من والدك !!
أبي : ماذا ؟ كم عمره !!
فتح الظرف مجيباً : إنه يناطح السبعين .. آه ميس ،
مكتوبٌ هنا ( حرري محبوبتي ، إكسري التمثال ، و ادفني النواتج ، بعيداً يا صغيرتي ) ..

من صقيع الخوف تُروى حكايةWhere stories live. Discover now