صار يسكن القبو !!

3.6K 290 106
                                    

لم يكن الموت من سلسل نبض قلبي بالوجع ، انما الخوف قد احكم عليه الخناق و اتمه الفزع ، لم ينغض بصري ليتوه في الظلم بل ابصر خصلات شعره في تدلٍ و شغب ، و بعد ان شد بقبضته على يدي ، اردفت ابكي نادمة كيف شككت بهذه الروح الملائكية ؟؟

فكأنما اللؤلؤ من عينه تساقط ، و عبيق صوته المجاهر بإسمي حسّن حاليَ ، و بعد عدو الاطباء نحوي في عجل ، قيدوني بالانابيب و ضخوا الغاز لفاهي ام انفي ، لا ادري ..
فقد توقفت النظرات عليه ، بل تاهت حين اسكن نظره علي ، كأنما الكون بنجومه لاح في ناظره ، فعامت روحي في عالمه المغطى بالهدوء ، رمشةً بها ابصر احمرار خده كقطعةٍ من سكر الغزل و اخرى ترشفني من رحيق الامن .

تلك الخشونة التي تلمستها في يده حركت فؤادي ، و دنوه مني في بحار السكون اغرقه ، فتصفح بصري عينه ذات الجواهر المتناثرة ، و على خده الدافئ مسحت مجاريها ..

و بعد انتفاخ الدقائق من تشرب الثواني العديدة المديدة اعلنت نضوجها لتبلغ من العمر ساعة ، عندها حادثني في هدوء و مازحني : كيف تشعرين الان ؟؟
فرسمت على ثغري ابتسامة تجيب عن احرفه القليلة ..
قالها لي بروحٍ بالحلم مفعمة : لا تخافي فقد منعت عنه الدخول اليك ، اي الطعام اطهوه لكي اليوم ؟؟
كم اسفني انشغال باله لصحتي ، و من حنجرته اطرب اذني بقوله : اتصلت بوالدك سيحضر قريباً ..

اردت تبرأته من جميع التهم : ما هذا الخاتم ؟؟
عالياً حيث النور رفع اصبعه : ليس جميل ؟؟ ما رأيك هل اغيره ؟؟
- عليك ان تسأل زوجتك .
اخذتني نظراته المطولة الي كأنما في لوحةٍ من الجمال يتمعن ، ثم جهر بصوته الذكوري لذيذ المذاق ضاحكاً :
سأسألها و لكن أليس خاتماً قبيحاً ؟؟
غيرت الشكوك ملامحي و حقنت نبرتي : كيف عرفت بأمر الحادث ؟؟
منزلاً بصره : اخبرني صديق ..

ااهٍ من حرقةٍ خرجت من بين اضلعي ، فكم من همٍّ فرج عندما اجابني ، كم من كربةٍ نفست و حلت عن خاطري ، قد بكيت من زوالها و بين ذراعيه القتني ، ازفر مرة باعتذار و اشهق بحروف الندم ، بغصةٍ قد تقهقهرت بين البلعوم و الحنجرة ، تبلل قميصه الداكن لما الدموع طهرته ، و بساعديه ارخى جوارحي و حولها قد الشد الحضن ، كم كان رتيب نبضه عذبٌ محلى بالسكَر ، قد اخمد لهيب دواخلي و عن عيني طرد السهر ،  ليقيم على جفني نقيضه و يرخي انفاسي فنمت بلا ضجر ..

تبدد الظلام معلناً للنور سبيله و على مدى بصري رأيته يلون مرآى ناظري ، صحت بها معبرة عن فرحي :
ابي!!
و فتحت ذراعي له و جاد هو بعناقي الحار المضمد لمسالك دمعي ، مرغت وجهي على كتفه اشم ريحه ، و آنست شوقي بسماع صوته ..
فكنت اكثر السؤال حتى كررت البعض منه ، و اسهو فينةً بعد الفينة في جمال علامات وجهه و اوصافه ، و اكرر تنهداتي جاهرةً بها :
ااهٍ يا ابي انا احبك كثيراً ..
فيضحي الخجل يصافح تلعثماته ، و تتخبط الحمحمة بين السرور و حزمه ..

من صقيع الخوف تُروى حكايةWhere stories live. Discover now