" أول صديق 2 " مكتملـــة

Ch " 3 "

_بعد مرور يومين _

افتر ثغر مصعب عن ابتسامة شوق وحنين كبيرة وهو يقف أمام قصر منيف أحاطت به حديقة خضراء جميلة ..

وظل للحظة كالمسحور وكأن كل لحظات حياته القديمه التي عاشها مع والده ترتسم أمامه الآن ..

ولكن فجأه انتبه من شروده ليتطلع إلى ساعته التي أشارت للساعة الثامنة صباحاً وقال باهتمام شديد:

_ سيصل عامر وخالتي اليوم.. عليّ أن أتأكد من أن كل شيء على مايرام...بقي ثلاث ساعات فقط عن موعد وصول الطائرة عليّ أن أُسرع .. قبل أن أذهب لاستقبالهم في المطار.

دلف مصعب إلى قصر والده فالتقى مباشرة بذلك الخادم العجوز الذي قال في سرور:
_بني لقد عدت أذن ..كيف حالك؟

قبّل مصعب رأسه وقال بلطف:
_بخير...كيف حالك أنت؟

أجابه بهدوء:
_أنا بخير...والمنزل كما تراه بخير.

أبتسم مصعب أبتسامة كبيرة وهو يسأله:
_هل قمت بكل هذا وحدك؟

ضحك ضحكه قصيرة وقال بجدية:
_كلا..لقد أصبحتُ كبيراً على فعل هذا الأمر وحدي.. ولكن أسرتي تساعدني دائماً .. بالإضافة إلى الخادم الآخر.

ربت مصعب على كتفه وقال بأدب:
_أنك تعمل عند والدي مُنذُ ولدت...ولم نكن لنستغني عنك أبداً فأنت مخلص ومتفاني في عملك.

أبتسم العجوز لكلماته تلك بينما سار مصعب نحو الطابق الثاني وأخذ يقفز درجاته في خفه وما أن وصله حتى اتجه مباشرة إلى أحب حجرة إلى قلبه، أنها حجرة والده..

فتح بابها ببطء وتجول ببصره داخلها بضع لحظات ولكنه مالبث أن دخلها واتجه إلى سرير والده الكبير وجلس على طرفه..التقط الصورة الموضوعة على المنضدة القريبةِ منه وبدأ يتأملها في حزن..

كانت أخر صورة تذكارية تجمع بينه وبين والده وأمه...تأمل ملامحهما جيدا...لقد كانوا رائعين..

أبتلع غصه تجاهد للخروج وهو يعيد الصورة لمكانها ولكن لفت انتباهه بغته مفكره صغيره لم يرها من قبل في حجرةِ والده..

تساءل في نفسه كيف لم يجدها من قبل.. إلا أنه أزاح هذا السؤال جانباً حين تذكر أن المنزل قد أُعيد ترتيبه وتنظيفه مجددا...فلعل الخدم وجدوها أثناء تنظيفهم لهذة الحجرة ووضعوها على المنضدة...

فتح أولى صفحات هذة المفكرة وصُدم تماماً عندما رآها مكتوبة بخط والده

(موعد مباراة مصعب الساعة الثامنه مساءا .. مهمة جداً )

أتسعت عيناه دهشه فتلك المباراة حدثت قبل ست سنوات..

فتح الصفحه الثانية وقرأ المسجل فيها
(أقامة حفل كبير بمناسبة تخرج مصعب وتعليمه القيادة مكافئة نجاحه)