Ch "42 "مُنافق

2.4K 279 199
                                    


أتسعت عينا عامر على أخرها ذعراً وهو يرى ذلك الضوء الذي لمع من سيارة منذر قبل أن ترتطم سيارته بسيارة منذر بقوة فاقت سابقاتها ...
وعلى الفور أحنى رأسه بخوف لتمرق تلك الرصاصة من فوقه بعد أن هشمت زجاج النافذة المجاور له.

أطلق عامر زفرة أرتياح طويلة وبالكاد أنتظمت أنفاسه المتسارعة بعد تلك الرصاصه التي كادت تخترق جمجمته والتى جعلته يهمس بامتنان:
_الحمد لله...الحمد لله.
ثم مالبثت أن تحولت همساته لضحكات صاخبه شامته وعيناه تحدق من خلال المرآه الجانبيه بسيارة منذر التى انقلبت على أحد جانبيها بل أن النيران اشتعلت في مؤخرتها مسببه سحب عظيمة من الدخان المتصاعد.

صرخ عامر بأعلى صوته بلهجة تفيض بالسخرية ورأسه يكاد يخرج من نافذة السيارة:
_وهذه من أجل سيارتي أيها الوغد...ولتبلغ النيران سلامي الحار.

عادت ضحكات عامر تتردد داخل السيارة بسعادة بالغة وهو لا يكاد يصدق أنه استطاع الخروج من هذا المأزق الخطير دون خسائر تذكر وشعر بفرحه كبيرة تغمر قلبه و...

وفجأة ..
ودون مقدمات ..
تزايدت نبضات قلبه بل قفزت لتبلغ حدها الأقصى وتسارعت أنفاسه مجدداً حتى صارت أشبه باللهث مما جعل يديه ترتخي تلقائياً عن المقود لتقبض على موقع صدره أثر تلك الصرخة المريعة التى دوت من خلفه.

قفز لذهن عامر فزع شديد وهو يعيد رأسه للخلف متناسياً أمر القياده وصارخا بقلق خالطه اضطراب:
_يا إلهي...تامر هل أنت بخير ياصديقي؟

كانت عيناه محدقه بالمقعد الخلفي الفارغ بصدمة حين برز فجأه رأس تامر من الفجوة السفلية تحت المقعد الخلفي صارخاً بسخط :
_أيها التمثال أنت أذن من كان يحرك السيارة بجنون ... لقد ارتطم جسدي ورأسي عدة مرات من أجل قيادتك المتهوره وأنا لا أستطيع حفظ توازني نتيجة يداي المقيدتين.

أتسعت عينا عامر على أخرها دهشة من هذا الجواب السخيف وكاد يفقد أعصابه ويقفز نحوه ليكمل مابدأه منذر معه بدلاً منه لولا تلك النظره شديدة البلاهه التى ارتسمت في عيناي تامر وهو يميل برأسه نحوه ليرى المقدمة قائلا بغباء:
_أوه...لست أنت من يقود السيارة أذن...ولكن من يقودها! ..لا أرى أحد غيرك هنا.

أطلق عامر شهقه مرتاعه وهو يعود مجدداً ليتشبث بالمقود وصدمه أكثر تلك الشاحنه الضخمة المتجهه نحوهما وفي الثواني الأخيرة أدار المقود لليمين بسرعة ليفسح لها المجال لتمر...
ومرت ثواني على مرورها وتبعتها دقائق ومازال عامر جامداً في ذهول وعقله لا يكاد يصدق أنهم نجو مجددا ثم مالبث أن تنهد قائلا:
_الحمد لك يارب...الحمد لك يارب.

وفي الخلف أعتدل تامر جالساً بصعوبة على المقعد الخلفي وقد اكتسى وجهه بضجر وسخط لامثيل له وهو يخاطب عامر بفظاظه قائلاً:
_ظننتك ذلك الوغد منذر حين أفقت ... وبالكاد التزمتُ بالصمت حتى لا أثيره وجسدي يرتمي من مكان لآخر بقسوة ...  لولا ضحكاتك الصاخبه المثيره للأشمئزاز وعلى الفور عرفت أنــ ..

" أول صديق 2 " مكتملـــةKde žijí příběhy. Začni objevovat