Ch "49"قل إنها مُزحة

2.3K 295 109
                                    


أنتاب عامر شعور كبير من الحيرة وتجاذبته مشاعر شتى وسيارته تنطلق متجاوزة المئتين على الطريق السريع.

ولم تمر ثوانٍ حتى عاد ليتطلع لشاشة الساعة البيضاء بلهفه ... كانت هناك أشارتين وليست أشارة واحدة ...وكما يفترض فأن إحدى هذه الأشارات يجب أن تكون ناتجة عن ساعة مصعب ولكن ما أثار جنونه ودهشته أنها لا تُشير إلى المستشفى على الخريطة ولكنها تشير إلى مسافه لا تتعدى الـ ٢٠٠ متر من موقع الأشارة الأولى ..
أي داخل الغابة بالذات وهذا مالم يستوعبه عقله.

وفي قلق راح يتصل مره ومرتين وثلاث بهاتف مصعب وهيثم وجمال...
ولكن لا مجيب..

وأخذت الأشارتين تتتابع أمام عينيه وهو لايدري أيها يتبع وبقلق لا مثيل له حدق بتلك الأشارة الزرقاء التى أخذت تُضيء مرة وتخبو أخرى وكأنها ترسل أستغاثة بعكس الأشارة الأولى التى ظلت مضيئة .
وكم تمنى لو يقسم نفسه لثلاثة...أحداها تعود للمستشفى لتُزيل شكوكه والأخريين يتبعان تلك الأشارات.

وعند منعطف فرعي خفف من سرعة سيارته وهو يقودها داخله وكلما توغل فيه أكثر كلما أزداد تشابك الأشجار على جانبي الطريق وارتفع معها صوت الحيوانات المفترسه.
ولم يبدو على وجه عامر الجامد أي خوف أبداً هذا لأن القلق قد انتصر هذه المرة مجدداً.

ولم يبدو على وجه عامر الجامد أي خوف أبداً هذا لأن القلق قد انتصر هذه المرة مجدداً

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

ولم تمر دقائق حتى أوقف سيارته على بعد بضعة أمتار من كوخ خشبي صغير...كانت الأشارة المضيئة الأقرب تشير إلى داخله.

وبأنفاس متلاحقه ألتقط المسدس وسار على أطراف أصابعه نحوه وبحذر شديد أخذ يقترب منه أكثر وأكثر.
حتى التصق جسده بجداره الخارجي وبنفس هدوئه رفع رأسه لينظر من خلال نافذه صغيرة لداخله...كانت حجرة صغيرة أستشف من خلال أجهزتها البسيطة أنها تُستخدم كمطبخ.

مد يده بحذر وبمدية صغيرة أنتزعها من حذائه أخذ يحرك رتاجها بصمت حتى أصدرت تكه بسيطه غمره الحماس لوقعها على سمعه وبسعادة أخذ يهمس لنفسه:
_سيغار جمال حتماً لو رأى كيف تطورت مهارتي.

ثم مالبث أن أرهف سمعه بعض الوقت قبل أن يقفز بخفه إلى داخل الحجرة ... وبنفس هدوئه تشبثت يده بالمسدس وخطواته الحذره تقترب من الباب ... وما أن استرق النظر لما خلفه حتى أحتبست أنفاسه توتراً وخوفاً.

" أول صديق 2 " مكتملـــةWhere stories live. Discover now