Ch "39"أغلال حديدية

2.8K 284 143
                                    

                                " يومين فقط "

قالها غسان بحزن شديد وعيناه تحدق بمروان الذي اتكأ بمرفقيه على أفريز النافذه السفلي ينظر للخارج بحزن حاول أخفائه بقدر ما يستطيع عن عيني غسان ... ثم مالبث أن رسم على شفتيه أبتسامة مغتصبه وهو يستدير نحو غسان الذي كان يجلس على أريكه في حجرة الأخير قائلاً بهدوء:
_غسان أنا أسف...هذا أقصى ما يمكنني أن أقضيه في منزلك...لن أجعلك تتعرض للخطر بسببي.

ألتقط غسان الريموت المستقر على المنضدة القريبة منه ثم ضغط أحد أزراره مقفلاً التلفاز ثم قال بصوت لم يزايله الحزن :
_لم تقضي عندي سوى ثلاثة أيام ... ولقد تعلق أخوتي الصغار كثيراً بريم... فكر جيداً ألا ترى أن يومين فقط قليلة ؟ ...أجعلها أسبوع.

أطلق مروان تنهيده فاضت بالتوتر وهو يجلس على الأريكة في مواجهته قائلاً بجديه:
_غسان أفهم جيداً...لقد رأيتُ شاكر بعيني ... وأنا لن أسمح أبدا بأن تكون أنت وعائلتك في خطر... فأن هذا الرجل أشرس مما تتصور... وإذا ما علم بصلتك بي فلن أستبعد في أنه سينتزع قلب أحد أخوتك من صدره أمام عينيك لكي يجبرك على كشف مكاني.

ظهر الفزع على وجه غسان وهو يتخيل حدوث ذلك ولكنه مالبث أن قال بلهفه:
_ألم تعدني أن نبحث عن الشخصين الذين ساعدونا معاً ثم بعد ذلك نرحل سويه!

أرتخت أجفان مروان على عينيه ورأسه ينحنى للأسفل قائلا بحزن شابه الضيق:
_أن الفتى الذي أنقذ أختي قد مات...كنت أتمنى أن أرد له معروفه ولكن ليس كل ما نتمناه ندركه.
ثم رفع رأسه لينظر لغسان قائلاً بابتسامه:
_يمكنك أنت البحث عن الشخص الذي ساعدك ثم الحق بي... وسأكون أنا في انتظارك.

أومأ غسان برأسه موافقاً على مضض ثم مالبث أن نهض والتقط سترته قائلاً في جذل تصنعه:
_أنا لا أعلم حقا لماذا حددت يومين للبقاء فقط ثم المغادرة ولكن هذا يسعدني فهو أفضل من لا شيء...والآن مارأيك أن ترافقني في نزهة النهر مع الصغار!!

هز مروان رأسه بقوه رافضاً ذلك ثم قال بسرعه حين لاحظ أنزعاج غسان:
_غسان أنا مصدر خطر عليك... أذهب وحدك معهم لن أرافقك أبداً بعد الآن.

تجهم وجه غسان وبدا غاضبا جدا وهو يشير نحوه قائلا:
_أختك الصغيرة نفسها بالكاد عرفتك بعد تغيير شكلك فكيف سيعرفونك.

شبك مروان بين أصابعه ثم قال بقلق:
_لا بأس من زيادة الحذر... فهذا أفضل من أن أعض أصابع الندم بعد حدوث أي أمر سيء... فهم أذكى مما تتصور...

زوى غسان مابين شفتيه في حنق وظل للحظه يحدق به بانزعاج لأنه يرى أن حذره مبالغ فيه ولكنه مالبث أن رضخ للأمر الواقع وغادر الحجره بخطوات واسعة.

" أول صديق 2 " مكتملـــةWhere stories live. Discover now