Ch "31"مجرم بعقدة نفسية

2.5K 287 102
                                    


حين يتعرض الشخص للحساسية الصدرية مرةً واحده ثم تختفي فأنها لا تحتاج إلا لعامل واحد من عدة عوامل لتعاود صاحبها وتتفاقم .. كتعرض الجهاز التنفسي لما يؤدي لتهيجه كدخان السجائر والغبار .. نزلات البرد .. تقلبات المناخ كأن يكون الطقس بارداً جداً أو جافاً  .. الاضطرابات النفسيه كالقلق والتوتر ..
ولكن أن تجتمع جميعها مرةً واحده فهي بلاشك كفيله بأن يتفاقم المرض لدرجة الخطورة ..

                                " لقد سئمت "

نطق شاكر هذه العبارة بتذمر شديد وهو يدوس سيجارته المشتعله وعيناه لا تفارق وجه مصعب الذي لوثته الدماء ...
بينما عقد منذر ساعديه أمام صدره وهو ينقل بصره بين مصعب - الذي أصبح بالنسبةِ له مجرد حطام بصدره الذي غطته الخطوط الدامية من أثار ضربات الحزام الحديدي -
وشاكر الذي بدا على معالم وجهه الإنهاك الشديد.

وقف شاكر فجأة وشد سترته على جسده قائلا بغيظ شديد:
_أنت أحمق يامنذر...ألم تختطفه إلا في يوم مرضه !

أجابه منذر وعيناه ترمقه من الأعلى للأسفل بسخرية :
_لا تبرر فشلك.

لوح شاكر بكفيه في وجهه وصاح بغضب هادر:
_أي فشل!...أنه بالكاد يستوعب دقيقه ليغيب عقله بعدها ساعات...وأنت تعلم أني لم أفشل في استجواب أحد من قبل... ولكنك تدّعي دائماً أنك على صواب وأنت في هذه المرة هو من أخطأ بالتوقيت في الأختطاف.

هز منذر كتفيه في لامبالاة عجيبه قال بعدها بهدوء كاد يفجر ماتبقى من تمالك شاكر لنفسه:
_أنه الفتى الثاني الذي تفشل معه... ومن الطريف أن يكون صديق تامر.

ضغط شاكر على أسنانه بقوة حتى بدت نواجذه وهو يشعر بتأجج نار قويه داخله ثم مالبث أن أمسك بشعر مصعب وشده للأعلى ليظهر وجهه المليء بالكدمات والدماء المنسابه من جرح في جبهته وعلى زاوية شفتيه وقال بثورة:
_حرارة جسده تكاد تحرقني دون أن أقترب منه وسعاله عكر جو المدينة بأكملها، ولم يكف عن الهذيان وترديد كلمة (برد) حتى أني شككت في أنه يتقن كلمه غيرها، بالإضافه لرجفات جسده التي لاتنتهي...أنه حتى لم يصرخ طوال ضربي له كانت مجرد شهقات بالكاد تسمع .. وبعد هذا كله تقول أني فشلت..

تجاهل منذر كلماته الغاضبه وهو يحدق بنظره في مصعب بتفكير عميق ثم مالبث أن قال بجديه:
_علينا البحث عن تامر فهو الوحيد الذي يتشارك السر معه.

أرتفعت حاجبا شاكر دهشة وهو يشير نحو مصعب قائلا باستنكار شديد:
_وهل سنترك هذا؟

رفع منذر أحد حاجبيه مستنكرا هذا السؤال الذي رآه سخيفاً ثم قطب حاجبيه قبل أن يقول متهكماً:
_وهل سنعتني به حتى يُشفى ؟

ضاقت عينا شاكر غضبا ثم قال وهو يرمق مصعب بنظرات حذره:
_ولكن لا يمكنني أيضا أبقاءه حيا.
أجابه منذر بهدوء شديد وهو يدير ظهره مغادراً:
_وهل هو حي؟   

" أول صديق 2 " مكتملـــةWhere stories live. Discover now