Ch "47"أمسح دموعك فأنت رجل

2.2K 274 74
                                    

توقفت خطوات مصعب بغته في منتصف المسافه حين التصقت أسلحة الرجلين برأسيهما الصغيرين وهاجمه شعور عارم بالعجز والهوان وازداد أكثر حين تلقى لكمة شديدة على وجهه أردته ساقطاً على الأرض من قبضة منذر الذي انقض عليه مباشرة وأمسكه من ياقة سترته صارخاً بغضب:
_سأقتلهما أن لم تُفصح عن مكان الشريحة.

مسح مصعب خيط الدم الذي سال من أنفه وبالكاد أصم أذنيه عن صراخ معاذ ومرام المذعور من أجله ... قبل أن تهدأ ملامحه فجأة وهو يقول باستسلام شديد:
_لقد انتصرت...حسنا سأخبرك بمكانها.

قفزت أبتسامة ظافره لشفتي منذر وهو يميل برأسه نحوه سائلاً بلهفه:
_أين؟
أرتخت قبضتي مصعب إلى جوار جسده وهو يحني رأسه قائلاً بغيظ مفتعل:
_سأخذكم إليها...ولكن عليكم أولاً أن تحرروا الصغار.
حرك منذر رأسه بقوة صائحاً:
_سأحضرها بنفسي... فقط أخبرني بمكانها وأن وجدتها حررتك معهم.

تظاهر مصعب بالخوف وهو يجيبه بسرعه:
_ستجدها في منزلي...في مكتبه كبيره بالطابق الأول...بداخل الدرج الرابع..وأرقامه على التوالي٢٥٢٥.

أفتر ثغر منذر عن أبتسامه خبيثه وهو يرسله قبل أن يتراجع للخلف ويصوب مسدسه نحو رأسه قائلاً بلؤم خالطه تعطشه للدماء:
_كم كنت أتمنى تفجير رأسك الصلب برصاصتي...ويبدو أني لا أملك الوقت الكافي لألهو به.

تظاهر مصعب بالذعر وهو يتراجع للخلف حتى كاد ظهره يلتصق بالرجل الممسك بمرام وما كادت تنطلق رصاصة منذر حتى أحنى رأسه بسرعه.
واتسعت عينا منذر صدمة وهو يرى رصاصته التى فجرت رأس الرجل الذي أفلت مرام وسقط جثه هامده بينما صاح مصعب بأعلى صوته:
_الآن.

تفجر ألم شديد في جسد الرجل الآخر بعد تلك الركلة التي تلقاها من رجلي معاذ التى عاد بها للخلف لتضربه بقوه بين ساقيه...
أفلت الرجل معاذ وانهار ساقطاً على الأرض بينما قفز مصعب فوق منذر بعد أن هوى على ذراعه بحافة كفه مما أجبره على أسقاط مسدسه وبدأوا العراك بأيدي عارية .

قفز معاذ واقفا وأخذ يسرع في خطواته نحو موقع سقوط مرام إلا أنه أطلق صرخة مرتاعه حين وجدها قد سقطت خلف المنحدر وقد تعلق طرف قميصها بجذع صغير وهي تتأرجح فوقه بعنف نتيجة الرياح القوية وعيناها تحدق بذعر في مياه النهر المتلاطمه وقد احتبست صرخاتها في حلقها.
مد معاذ يده الصغيره نحوها صارخاً بهلع:
_مرام أمسكي بيدي.

بدت مرام جامدة جداً ومعاذ يكرر بصوت أعلى خنقه بكائه:
_مرام...أرجوكِ ..أمسكي بيدي.

وعلى الجانب الآخر كان مصعب يقاتل منذر بشجاعة منقطعة النظير... فهو يعلم الآن أنه لا يقاتل من أجل نفسه فقط بل من أجل ثلاثة...ولم يكن منذر بالشخص الذي يفرط في حياته وبخبث مقيت أخذ يجر في عراكه مصعب نحو حافة الجرف ليلقيه فيه...وراحت أجسادهما تتدحرج حتى استقرت على حافته واتسعت عينا مصعب فزعاً وهو يحاول أبعاد جسد منذر من فوقه إلا أن ألام جسده التي تفجرت مجدداً أعاقته عن ذلك...وبوحشيه لامثيل لها أخذ منذر يدفعه نحو الجرف.

" أول صديق 2 " مكتملـــةWhere stories live. Discover now