Ch " 17 " لن تؤذو أخي

3K 301 121
                                    

بسط جمال كفيه وتابع بحيرة:
_وغسان في السجن...فما هو الأمر الذي يشغله ؟

فتح عامر شفتيه ليُجيب لولا ذلك الصوت العالي الذي صرخ به معاذ بلهفه :        
_جمال أين مرام ومها؟

أطلق جمال زفرة ممتعضه ثم قال :
_لا تصرخ بأسمائهم هكذا...مرام ذهبت مع أمي وأبي لزيارة عمتي ومها ستجدها في المزرعة.

أبتسم معاذ أبتسامة كبيرة، وهو يركض نحو المزرعة فاللعب بالنسبة له في المزرعة ومع مها سيكون ممتعاً للغاية.

عاد عامر ببصره نحو جمال، وقال بعزيمة:
_بعد عودتنا من النادي سأسأله أين يذهب.

أستلقى جمال على الأريكة، وقال بصوت غالبه النعاس:
_حسناً وأرجو أن لا تنسى أخباري بعد عودتك عن كل شيء...فأنا مضطر الليلة للتغيب عن النادي حتى لاتبقى أخواتي بالمنزل لوحدهم.

أومأ عامر برأسه متفهماً قبل أن يحول نظراته لتامر وهيثم اللذيّن كانا غارقين في اللعب الى النخاع  ..

وعلى الرغم من صيحات تامر العاليه لم يُفت على هيثم سماع صوت نغمة خفيفه الى جواره جعلته يلتفت في فضول لمصدرها ليجده هاتف تامر المرمي على الأرض الى جواره ..

وفي عفويه سحب الهاتف ليعطيه لتامر الذي لم ينتبه له، ولكن لم تكد أصابعه تلامس أزراره حتى ضغط خطأً زر فتح الرسالة ليظهر أمامه صوره جعلته يُتمتم بفزع :
- يللبشاعه .. ماهذا ؟!

أنتبه تامر لصوته فالتفت نحوه ليرى هاتفه لازال في يده .. أسرع بأخذه منه وقد بدا غضب شديد على وجهه ظهر في كلماته الساخطه :
- لا تلمس ماليس لك .

قالها ونظر لهاتفه ليمتقع وجهه بشده من هول مارآه في تلك الصورة ..
كانت صوره لجسد شخص متيبس ومتفحم لحد الموت ويده السوداء مرتفعه وكأنه كان يستنجد قبل احتراقه ..

لم يغادر الشحوب وجه هيثم، وهو يسأله:
- بدت لي كجسد شخص محترق .. وتحتها كانت كلمات بدت أشبه بالتهديد لك بأنك ستتعرض لمثله !! ..

حرك تامر نظراته خلسةً للخلف ونظر لجمال النائم وعامر الشارد واللذان لم ينتبها لمحادثته مع هيثم .. ثم أغلق هاتفه، وعاد ينظر للتلفاز هامساً :
- أنها مجرد رسالة بريد إلكترونية  .. لا تُعرها اهتمامك .. وإلا فأنها قد تجلب الشؤم لمن ينظر أليها ...

مط هيثم عندئذ شفتيه وقال باستياء:
- إذن فهي من أصدقائك السخيفين مثلك .. أستغفر الله .. لم أكن أظن أنه مازال هناك من يؤمن بمثل هذه الخزعبـــلات .. ثم التلاعب بمثل هذه الصـــ ...

بتر عبارته حين تجاهله تامر ورفع لصوت صرير السيارات المتسابقة أكثر وعاد ليلعب بحماس أكبر ..

صاح هيثم محنقاً :
- أنت مخادع .. لن أعترف بفوزك لأنك بدأتٓ قبلي .

لم تحمل ملامح تامر تعبير يُذكر وهو يواصل اللعب وكأنه نسي مارآه تماماً ..
أو بالأصح قد تناساه وكأنه قد اعتاد الأمر لكثرة ماقد تلقى مشابهاً للصورة خلال الشهران الماضية ..

" أول صديق 2 " مكتملـــةWhere stories live. Discover now