رحيلــ " ٢ "

3.9K 349 540
                                    

كان جمال قد وصل حقاً إلى سيارة تامر التى كانت على وشك المغادرة وبلاتردد التف حولها ثم فتح باب السائق قبل أن يسحب تامر من أمام عجلة القياده قائلاً بغيظ:
_أيها المهرج هل كنت تريد أن ترحل دون أن تودعنا مجدداً ؟

ولوهله ظن جمال أنه يتوهم قبل أن يقترب من وجه تامر قائلاً بدهشة :
_أنت .. أنت تبكي.

أشاح تامر بوجهه بعيداً عنه وهو يحاول العودة للسيارة رغم تشبث جمال بذراعه، ثم قال بحزن شديد خالطه حرجه:
_ألا يستطيع الشخص أن يختلي بنفسه !! ...دعني أغادر قبل أن يعلم البقية .. أرجوك.

جذبه جمال بقوة صائحاً بغضب:
_لماذا!... لماذا لا تريد توديعنا ؟
أحتدت نظرات تامر وهو يدير رأسه نحوه وسبابته تشير إلى وجهه المحتقن صائحاً بانفعال:
_من أجل هذا؟...أنا لا أقوى على الفراق والتوديع ... أنظر أنا بالكاد تمالكتُ نفسي حتى صعدت للسيارة .. جمال أرجوك دعني أغادر دون ..

أطبق تامر شفتيه بدهشة وهو ينظر لجمال الذي حملت ملامحه حزن أشد منه وهو يجيبه بسخرية :
_ألم أُخبرك من قبل أني لا أقوى على الفراق ولكني مع ذلك لا أتهرب من هذا الموقف مثلك.

صمت تامر لحظه قبل أن يعانقه بحرارة قائلاً بمرارة :
_جمال... تسعة أشهر كثيرة جداً .. رغم حبي للتخصص الذي اخترته إلا أني بدأتُ أندم بحق..أن أبتعد عن أسرتي وعنكم كل هذه المدة.. هذا سيء.

أجابه جمال بحزن شديد:
_أنا حزين بحق على فراقك ولكن أرجو أن لا تندم على تخصصك فقد كنت تتمناه منذ أن كنت صغيراً.
ثم ابتسم فجأة متابعا بسخرية :
_الآن فقط أدركتُ لماذا لم تثُر وتفجر بركان غضبك فيّ أنا وعامر بالرغم من أن ما فعلناه بك كان فظيعاً للغاية ... لم تكن تريد أن تُنهي الأمر بغضبك منا.

تراجع تامر للخلف وهو يهم بالرد عليه حين لمحت عيناه فجأة مصعب وعامر الذين كانوا يقفون إلى جواره دون أن ينتبه لذلك.. وبسرعة شديدة رفع ذراعه ومسح وجهه بعشوائية ثم قال بمزيج من السخرية والحزن:
_يبدو أن غباراً قد دخل بعيني بسبب ركض جمال المريع بعكازه على ...

أهتز حاجبا جمال بحنق فيما قاطعه مصعب وهو يقترب منه قائلاً بحزن:
_كلانا يعلم ... لا داعي لئن تُخفي الأمر أكثر .

ظل تامر صامتاً لوهله قبل أن تحمل شفتيه ابتسامة حزينة منزعجة وهو ينظر لمصعب الذي تابع بهدوء:
_بقي عن الدراسة ثلاثة أسابيع ... لماذا تغادر بهذه السرعة ؟

هدأت ملامح تامر وهو يرتكن بظهره على السيارة من خلفه قائلاً بجدية :
_أنا لم أخبركم بالحقيقة لقد تغيبت عن جميع الأمتحانات النهائية بسبب أختطافهم لي ومن ثم أصابة ذراعي لذا عليّ أن أؤديها الآن بعد أن أستطاع الأستاذ زياد أقناعهم بالعذر الذي أعطيته أياه من ذلك المستشفى التخصصي.

" أول صديق 2 " مكتملـــةWhere stories live. Discover now