Ch "58" الجميع خائن

2.6K 296 131
                                    

تلفت جمال حوله بحذر شديد قبل أن يتحسس مكان أصابته بألم بسيط ثم مالبث أن عاد لمهمته الأولى..
تتابعت خطواته بهدوء شديد إلى أن وصل إلى باب حجرته وبنفس هدوئه فتحه ثم أطل برأسه خارجه ... جابت عيناه ذلك الممر الطويل الذي يجمع  عدد كبير من الحجرات..
وما أن تيقن تماماً أنه لا يوجد أحد فيه حتى ابتسم قائلاً :
_أنها فرصتي.

سحب بسرعة ذلك العكاز المستقر إلى جوار الباب بعد أن ارتسمت ابتسامة محنقة على شفتيه.

وبنفس هدوئه غادر الحجرة ثم سار بتوتر شديد اتجاه المصعد ولم يكد يستقله حتى ضغط بارتباك شديد زر الطابق الأول ولم تمضي ثوانٍ حتى فُتح ليكشف له باب الخروج من ذلك المستشفى الكبير الذي اعتبره بمثابة السجن.

تطلع لساعته التى أشارت عقاربها للسابعة مساءاً ... ثم تظاهر فجأة بالهدوء وهو يغادر المستشفى بأكمله من بين الموظفين المشغولين بالمرضى الجدد ..
وكادت تنطلق من بين شفتي جمال ضحكات تموج بالأنفعال والسعادة وهو يسير في حديقة المستشفى باتجاه سيارة مصعب الزيتية الجديدة التى أعطاه أياها عامر ... وهو يقول بحبور:
_الحرية ... لم يعد بيني وبينها سوى أمتار.

ثم التفت فجأة باتجاه المستشفى لينظر للطابق الرابع منها بنظره حزينة قال بعدها:
_أنا أسف يارفاق ... ولكني لن أسمح بأن تفوتني أبداً.

ثم أدار بصره مجدداً نحو السيارة قبل أن تتسارع خطواته إليها وهو يرى الحرية أمست في متناول يده.
وامتدت يده ليخرج من جيب سترته أداة طبية حديدية صغيرة ليبدأ في محاولة فتح السيارة وماكادت يده تمتد نحو بابها حتى التقطت أذناه صوت شجار خافت على الجانب الآخر منها ... وبقلق شديد أرهف سمعه ليلتقط بعض الكلمات.

_لماذا غادرت المستشفى دون أن يُسمح لك بالخروج؟
_لا شأن لك.
_هاي لن تغادر وحدك لقد سبقتك للسيارة .. إنها لي.
_أنا من أحضرتها لمصعب ثم لماذا تلومني على الخروج أنظر لنفسك أولاً أيها المهرج.
_تمثال أحمق...أُقسم أنك لن تغادر وحدك...أما أن نغادر معاً أو أغادر وحدي فقط.
_أخرس...ودعني أفك بابها...فأنا لا أملك مفتاح لها...وأن تأخرت أكثر فستفوتني.

أتسعت عينا جمال دهشة بعد تعرفه على صاحبي الصوتين وبالكاد تمالك نفسه عن أطلاق صيحه محنقة وهو يطل برأسه من خلف السياره صائحاً بغضب:
_يالكم من خونة ... هل كنتم تودون الذهاب دوني ؟

تجمد عامر وتامر في مكانهم للحظة بفزع شديد من صوته المفاجيء قبل أن يغطي وجوههم غضب عارم وعامر يقف قائلاً بغيط:
_خونة !!...وما الذي كنت تنوي فعله الآن أيها المخادع ؟

أكتسى وجه جمال بحرج شديد بعد أن أدرك أنه هو نفسه فعل الشيء ذاته ... بينما رمق تامر عكازه قائلاً بسخريه:
_وما الذي يمكن أن يفعله عجوز مثلك بعكاز في مباراة ختامية .. هل ستركل الكرةَ به مثلاً !

" أول صديق 2 " مكتملـــةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن