" أول صديق 2 " مكتملـــة

Ch " 10 "

علا صوت صرير عجلات السيارة التي أوقفها جمال بتهور وسرعه في باحة المستشفى وخرج منها راكضاً بخطىً قلقه ليتجاوز مدخل المستشفى .

وما كاد يدخله حتى صُدم بمنظر تامر الذي كان يمشي للخارج بخطى بطيئة ورأسه منحني للأسفل ويبدو عليه أنه لايدرك ماحوله.

وقف جمال أمامه وسأله بلهفه:
_تامر كيف حال مصعب !

رفع تامر رأسه نحوه دون أن يتكلم، وقد بدت على وجهه أثار صدمه كبيرة، فهزه جمال من سترته وهو يصيح بقلق:
_لا تصمت...أخبرني هيا ماذا جرى لمصعب.  

أجابه تامر بابتسامة باهته:
_لا أعلم...ما أن سمعت تلك الكلمات حتى غادرتُ على الفور لأني لن أحتمل أن أسمع أكثر.

صرخ جمال في وجهه بثورة:
_ كلمات!!..أيُّ كلمات ؟!..تكلم قبل أن أُفرغ مابداخلي في جسدك.

طأطأ تامر رأسه وهمس بحزن:
_أنه في قسم العمليات .. ستُبتر ساقه.

تراجع جمال للخلف بعد ان اتسعت عيناه في ذعر وهو يقول بصدمة:
_يا إلهي تبتر ساقه...ساق مصعب.

ظل جمال صامتاً وقت ليس بقصير، وهو يحاول أجبار عقله على تصديق ما قاله تامر، إلا أنه بغته صاح بجنون:
_لن أُصدق ذلك لأنه لن يحدث أبداً إن شاء الله.

أخذ جمال يركض بأقصى سرعته نحو قسم العمليات دون أن يأبه بمن في طريقه .. يتجاوز ذاك ويكاد يصطدم بهذا ولا يأبه بصراخ آخر ... حتى وصل إليها ولم يكد يرى عامر الذي كان يقف عند غرفة العمليات جامد الملامح حتى صاح بعجلة:
_عامر ماذا حدث؟

أشار عامر لغرفة العمليات دون أن ينطق بكلمة واحدة.

أقتحم جمال على الفور غرفة العمليات وهو يصيح بحدة:
_توقفوا.

ترك الأطباء والممرضين ما بيدهم واستداروا نحوه بغضب شديد قطعه الطبيب بصياحه:
_ أخرج لا يُسمح بدخول أحد لغرفة العمليات.

سأله جمال بقلق :
_هل بترتم ساقه !

صاح الطبيب بحدة:
_هل دخلت لتسألنا هذا السؤال !...كنا سنفعل ذلك وننقذه لولا اقتحامك المفاجيء.

تسلل بعض الأرتياح لملامح جمال فيما وقف عامر أمام الباب المفتوح على مصراعيه غير مصدق لما فعله جمال والذي راح يصيح بينهم في رجاء :
- خيارات ... أيُّ خيارات أخرى لعلاجه دون بترها ؟!

اتسعت عينا الطبيب استنكاراً لمقاطعته لهم من أجل هذا السؤال، فيما تهامس الممرضين في استهجان :
- هل هو مجنون ؟!

استخفوا به، ولم يجيبوه، وجسد مصعب ساكن أمامه دون حراك، والوقت ليس في صالحه ..
هذا مادار في تفكير جمال وجعله يفقد صوابه ليصرخ مُهدداً :
- لو كان هناك خيار واحد فقط في صالحه أُقسم أنه سيتم مقاضاتكم جميعاً وسأحرص على أن تُسحب رخصكم الطبيه .. وسحقاً لي إن لم أقطع من يباشر ..