Ch "35 " !!مرتين

2.7K 285 126
                                    


أصطدم رأس شاكر بزجاج نافذة سيارته فاستفاق على الفور من تلك الغفوة التي كان يغط فيها.
رفع يده وتحسس رأسه بألم لتغوص يده بين خصلات شعره الكثيفه وهو يتأمل بحنق عينيه الناعستين المحمرتين من خلال المرآه الداخلية لسيارته.

وما أن حول بصره خارج سيارته حتى صُدم من خيوط أشعة الشمس التي شقت طريقها نحو الأرض معلنة بداية يوم جديد...رفع يده بسرعه لينظر بعينين متسعتين لساعته الملتفه حول معصمه وما كاد يرى عقاربها التي أشارت للسادسة صباحاً حتى أطلق زفرة عصبيه وهوى بقبضته على مقود السياره بضربة قوية كادت تحطمه وهو يغمغم بغضب هادر:
_تباً .. تبا لك يا تامر.

رمى بنظراته الحاده المغتاظه نحو ذلك المستشفى الكبير الذي دخله عامر وتامر معاً منذ غروب شمس البارحه...
كان ينتظر خروجهم منه ساعات عدة بعد أن فشل في القبض على تامر بسبب أزدحام الطريق... ودون أن يشعر نام من الساعه الواحدة فجراً إلى السادسة مفوتاً بذلك فرصة القبض عليه عند خروجه من المستشفى فقد كان يتمنى أن يكون خروجه في منتصف الليل حتى يتسنى له أحكام قبضته عليه دون أن يراه أحد...ولكن يبدو أن ذلك الأمل قد تحطم لأشلاء بعد نومه واختفاء سيارتهم...

كوم شاكر قبضته واعتلى وجهه حنق شديد وهو يدير محرك سيارته قائلاً بلهجه شديدة التهديد:
_سأجعلك تندم يا تامر على كل ذرة تعب وأرهاق سببتها لي.

حرك سيارته مغادراً باحة ذلك المستشفى بعد أن أخفى عينيه بنظارته الشمسيه السميكة وما كاد يتراجع بها للخلف حتى لفت نظره فجأه سيارتهم التي مازالت مستقره أمام المستشفى والتي لم يفطن لوجودها بسبب تلك السيارات الجديده التي أحاطت بها من كل مكان توافقاً مع بداية دوام يوم جديد.

قفزت لشفتيه أبتسامة سعاده خبيثه وهو يعيد سيارته لموقعها السابق مغمغماً بنشوة:
_كدتُ أفقد هذه الفرصه الثمينه بسبب تعجلي الدائم.

أرخى مقود السيارة بين يديه ورمى ببصره المتلهف نحو باب الخروج الخاص بالمستشفى في انتظار خروجهما مجدداً ... ولم تمضي دقائق حتى شد انتباهه خروجهما معاً... ولكن شكلهما كان مثيراً للحيرة بحق بالنسبةِ له... فقد كانت رؤوسهم منحنيه للأسفل وخطواتهم بطيئة متثاقلة ووجوههم محتقنه بالدماء...وهناك تلألأت غريبه تحف عيونهم المحمره...

وبعد وقت كان أشبه بالدهر بالنسبةِ لشاكر وصلوا لسيارتهم وصعدوها معاً...
ومرت الثواني تتبعها الدقائق وهو متشبث بمقوده في انتظار مغادرتهما إلا أنهم بقوا فيها دون أن يحركوها من مكانها.

أستشاط شاكر غضباً واحتقن وجهه بالدماء وهو يرخي المقود مجدداً من بين يديه هامساً بثورة:
_هيا غادرا قبل أن أفقد أعصابي وأقتلكما معاً داخل هذه السيارة وأجعلها قبركما المشترك.

" أول صديق 2 " مكتملـــةWhere stories live. Discover now