Ch "46"الجرف الصخري

2.3K 262 70
                                    

                               " أين كنت ؟! "
نطق غسان سؤاله السابق بمزيج من اللهفه والحيرة وعيناه تحدق بمروان الذي ترجل من سيارته مجيباً بارتباك:
_متى غادرت المزرعة؟

أرتفع حاجبا غسان استنكاراً لسؤاله قبل أن يتجاوز عتبة منزله ويتكأ بكفه على سيارة مروان قائلاً بهدوء:
_لقد أتصلت أمي على هاتفي وطلبت مني أن أحضر بعض الأغراض للمنزل... وكنت أود اصطحابك معي حين وجدت سريرك فارغاً ... أين كنت!

هدأت ملامح مروان المتوترة وهو يفتح باب سيارته مجدداً ويخرج منها جهاز متوسط الحجم قائلاً بمرح:
_لقد ذهبتُ لأشتري جهاز اللعب كهدية لأخوتك الصغار قبل مغادرتي.

أتسعت عينا غسان دهشة وهو يقول بانزعاج:
_مروان هذا كثير...أنه غالي الثمن لايجب أن ننفذ للصغار كل ما يرغبون به.

أبتسم مروان أبتسامة عذبه وهو يتجه نحو المنزل قائلاً في جذل:
_أصدقك القول...أنا أرغب فيه أيضا...لقد مر وقت طويل منذ هزمتني في أخر مباراة في السكن...لذا سيكون من الرائع أن أرد لك الهزيمة داخل منزلك.

أطلق غسان ضحكة بسيطة وهو يلحق به صائحاً في حماس:
_أنت تحلم...

دخلا إلى المنزل في خطوات سريعة قبل أن يبدأ مروان في تثبيت أسلاك الجهاز بالتلفاز المستقر في حجرته بينما التقط غسان عصا اللعب وظل فترة بسيطة يراقب مروان بصمت قبل أن يقول بحيرة :
_مروان ألم تقل أنه من الأفضل ألا تخرج كثيراً من المنزل حتى لا يتعرفك رجال المنظمه وقد خرجت اليوم عدة مرات ألم تعد تشعر بالقلق منهم ؟

أمسك مروان عصا اللعب الأخرى وجلس إلى جواره قائلاً بجدية :
_لقد فكرتُ بكلامك كثيراً واقتنعت ... أن تنكري متقن للغاية ولذلك لن أحرم نفسي من التجول في مدينتكم والأستمتاع بها حتى موعد رحلتي في الغد ... وخاصة بعد أن استبدلتُ سيارتي بأخرى.

أفتر ثغر غسان عن ابتسامة غاية في السعادة وهو يقول بحماس:
_سنلعب وبعدها نخرج لنتجول معاً ... سأريك كل معالم مدينتنا ومناظرها الجميلة ... سنتنزه معاً كما كنا نفعل من قبل.

حرك مروان سبابته ببطء وبطريقه مسرحية رافضا ما قاله مما جعله يقول بدهشة :
_لماذا؟

أشار مروان نحو رأسه قائلاً باهتمام شديد:
_مازال لدي عقل أفكر به... لن أرافقك أنت بالذات لأي مكان عام...أنا أثق بتنكري ولكن هذا لا يمنع من أخذ الحيطه والحذر حتى لا يحدث ما لا أفطن أليه وعندها قد أجر متاعب ومخاطر جمة لك ولأسرتك... يجب أن لا يعرف أحد مهما كان أنك صديقي.

شد غسان بقوة على عصا اللعب المستقره بين يديه قائلاً بحنق:
_أنت تفكر كما يحلو لك... وتبالغ كثيراً في الحذر... لقد سعدتُ كثيراً بقدومك خاصة بعد أن أضحيتُ وحيداً بعد رميي في السجن... وبعد أن عراني ذلك السيء مصعب من كل صداقاتي الجديدة والقديمة ... كنت أريد أن أنسى فقط بصحبتك ذلك الشريط الذي أرّق مضجعي... فأنا لم أعد أشعر بحريتي وبدأت أفقد التركيز من كثر تفكيري به.

" أول صديق 2 " مكتملـــةWhere stories live. Discover now