" أول صديق 2 " مكتملـــة

Ch " 8 "

تململ مصعب على سريره بعد أن شعر بحركة غريبة إلى جانبه، فتح عينيه ببطء وفوجئ بمعاذ الذي كان ينام إلى جواره، أعتدل جالسا وتطلع أليه بعض الوقت وهو يتساءل داخل نفسه عن السبب الذي دعاه ليترك حجرته وينام جانبه.

ألتقط مصعب المنبه لينظر لساعتها التي أشارت إلى الخامسة فجرا..أعاد المنبه وما أن أراد أن ينهض عن سريره حتى أمسك معاذ بيده وقال بصوت لم يقارقه النوم:
_أخي .. ماذا حدث لك البارحة؟

فوجئ مصعب بهذا السؤال الغريب فقال بلطف:
_أنا من يجب أن يسألك لماذا تركت حجرتك ونمت في حجرتي !

أجابه معاذ بحزن:
_لم أستطع النوم...لقد كنت قلقاً عليك.

ارتفعت حاجبا مصعب وهو يسأله بدهشة:
_قلق علي ؟! لماذا!

أجابه بسرعة:
_كان أبي يقول (مصعب أذا دخل من الباب الخلفي أما أن يكون حزيناً أو غاضباً أو يخفي شيئاً ما).

ظل مصعب صامتا لبعض الوقت، الآن فقط علم كيف كان والده يكتشفه عندما يكون مستاءا، فهمس في نفسه

     "لقد كنت أظن أن وجهي هو من كان يكشف له كل ما أخفيه عنه، ولكن لم يخطر هذا ببالي أطلاقا".

داعب مصعب خصلات شعر معاذ وقال في جذل:
_أبي محق تماماً...أنا أخفي شيئا ولكن من الأفضل ألا يظهر إلا بوقته.

سأله معاذ بشك:
_هذا يعني أنك لست غاضب أو حزين.

أجابه مصعب مطمئنا:
_لا تقلق أنا بخير...والآن هيا أذهب وتوضأ لم يتبقى عن صلاة الفجر سوى خمس دقائق.

وقف معاذ على السرير وقال بطريقة عسكرية:
_أمرك أخي.

ضحك مصعب بنقاوة قبل أن يذهب ليتوضأ ثم انطلقا معاً إلى المسجد لأداء صلاة الفجر.

¤¤¤¤¤¤¤¤

-  في المساء . -

أستلقى مصعب بتعب شديد على عشب الملعب إلى جوار عامر وتامر بعد ذلك التدريب الذي أخذ منهم وقتا طويلا.

ولكن بغتة اعتدل جالساً وقال بحماس كبير:
_ ما رأيكم أن نخوض مباراة ضد فريق جمال بعد أن ينتهي جمال من تدريبات السباحة وندعو لها كل النوادي الأخرى؟

رفع تامر كفه وصاح في جذل:
_أنا موافق.

أغمض عامر عينيه وهو يجيبه بإرهاق شديد:
_سيُهزم لا محالة.

وقف مصعب وقال باهتمام:
_سأذهب لأخبره...وسيكون أمراً طريفاً لو صادفته يسبح.

غادرهم مصعب على الفور، واتجه إلى القسم المخصص للسباحة، وما كاد يدخله حتى صُدم بمنظر غسان الذي كان يجلس على حافة المسبح يشجع جمال...

عاد مصعب أدراجه قبل أن يراه أحد إلا أن نداء معاذ له بأعلى صوته أوقفه...

صراخ معاذ باسمه جذب الجميع للنظر إلى المكان الذي كان ينظر إليه معاذ وفوجئوا بمصعب الذي كان يهم بالمغادرة...إلا أنه بعد صيحة معاذ عاد إليهم وقال لجمال بهدوء:
_لقد اتفقتُ مع فريقي أن نقيم مباراة بيننا وبينكم بعد أن تُنهي تدريبات السباحة فهل أنت موافق ؟!