٢٠. عيشُ كذبة

708 71 11
                                    

- صباح الخير، زين.

- تحدثينني الآن و كأنكِ لم تتجاهلي مكالماتي الليلة الماضية!

ضحكت نايلا بخفة، لترد:

- إنها غيرةُ هاري. أنت لا تعلم كم من العناء استغرقتُ لمصالحته الليلة الماضية. إنه مجرد غيورٍ مجنون.

ابتسم زين بهدوء ليرد:

- معه حق، فأنتِ جوهرة يا نايلا. دمتما لبعضكما.

كانت نايلا ستهم بقول شيء عندما قاطع زين كلامها الغير منطوق ليقول بدهشة:

- إن هاري يتّصل مكالمة ڤيديو.

- هاري؟ بربك، هل استيقظ؟ لقد تركته نائمًا في الغرفة و نزلت لأحدّثك في باحة المنزل.

- حسنًا سأُنهي المكالمة الآن و أردُّ عليه. سأحدِّثكِ لاحقًا.

- اعتني بنفسك.

قالتها نايلا و أنهت المكالمة، و في غرفة نايلا، كان هاري يتحدَّث مع زين.

- يسعدني أن أخبرك أنني أريد قتلك و قطع يدك التي لمست نايلا الليلة الماضية، و لكنك أخي .. و على ما يبدو أنك ابنها، و أنا أسامحك، كما أن الأخوّة تحتِّم عليّ أن أخبرك شيئًا.

ابتسم زين بهدوء على ملامح هاري الغيورة الغاضبة عندما كان يتحدّث عن نايلا، ثم على تحوّل ملامحه من الغضب إلى اللين و الحنان و هو يدعوه بـ "أخي".

- أخبرني شيئًا.

تنحنح هاري، ثم قال بجدية:

- يوم انفصالي عن چيس، و رحيلها تاركة إياي في صدمتي، كنت حزينًا بشدة. ظننتُ أنني جُرِحتُ و أن حياتي توقَّفت. ظللتَ أنتَ و الفتيان تخبرونني بأنها لم تكن تستحق حبي، و أن ما حدث كان مجرد سبب أو وسيلة لتنكشف نفسُها السيئة أمامي. ظللتم تخبرونني بأنني أستحق الأفضل، و أنني لا يجب عليّ أن أحزن على رحيلها أو رحيل غيرها.. لأن من يحبني بصدق سوف يبقى. أتتذكّر؟

يبدو أن زين قد توصّل إلى ما يريد هاري إخباره به.

- نعم، هاري. أتذكّر.

- أعلم أنك أحببت چيچي، و أعلم أن العلاقة بينكما استمرت لفترة أطول من علاقتي بچيس، و كانت متوطدة أكثر. و لكن أنظر في المرآة يا فتى! أنتَ زين مالك! صدقني لو كان الحزن يجب أن يكون حليف أحدهم فيجب أن يكون حليفها هي. أكبر مثال على ما أخبرك به هو أنا شخصيًا. رحلت چيس و جاءتني نايلا. أكبر النعم في حياتي. رحيلها ليس نهاية المطاف بل بدايته. ستجد أفضل منها لأنك تستحق، أخي. زين المحطَّم التائه الذي رأيته الليلة الماضية ليس زين الذي عرفته لأكثر من خمس سنوات طوال يا فتى! لم تكن أنت. سأشعر بالسخف بعد أن أخبرك هذا، و لكنني لا أود رؤيتك حزينًا يا زين. لا أريدك حزينًا يا أخي.

أنا كحبَّة بطاطاOù les histoires vivent. Découvrez maintenant