أقبلت نايلا عليه مبتسمة.
- خيرًا، زين؟ كنت تريدني؟
جلست بجانبه. وجدت ملامحه شاردة و كأنه يفكر في أمر مصيري بالنسبة له.
- نيل، كيف يمكنني التفريق بين الحب و الاحتياج؟
ابتسمت نايلا بهدوء. زين يحكّم عقله في أمر بيري و هذه نقطة تحتسب له و شيء تحترمه فيه.
- الحب مرتبط بشخص واحد، شخص تريده هو بالذات و لا أحد غيره، مشاعرك كلها موجهة نحوه.. أما الاحتياج ففيه الإنسان يشعر بفراغ عاطفي يريد ملأه، و وقتها لا يهم من يملأ الفراغ، و لكن المهم أن يُملأ الفراغ فقط.
قالت ذلك ثم أضافت:
- هل ما زالت تفكر بچيچي؟
قطّب زين جبينه و قال بانزعاج:
- چيچي من؟ لا تأتي على بالي أصلًا.
ابتسمت نايلا بيقين، ثم قالت بكياسة:
- و هذا دليل واقعي أن مشاعرك نحو بيري ليست احتياج!
ارتبك زين قليلًا، ثم قال:
- و من أتى بذكر بيري أساسًا!
أمالت نايلا رأسها يمينًا و قالت:
- عيناك فعلت!
ابتلع زين ريقه، بينما استطردت نايلا:
- عندما يحلو لك الكذب فلا تجعلني الشخص المكذوب عليه، لأن خمستكم أمامي كتاب مفتوح، زين!
تنهد زين بعمق، ثم قال:
- من شبه المستحيل أن تقبل بيري بي مجددًا، و لكنني نضجت. إلهي! لقد كنت مرعوبًا من فكرة الزواج برمتها، و كان يزداد رعبي كلما اقترب موعد الزفاف. أعلم أنني جرحتها و لكن.. اااههه انسي الأمر!
قالها زين و ترك نايلا و نهض. اتسعت عيناها على تقلب مزاجه الآني، ثم صاحت ليسمعها قائلة:
- العشاء كلاسيكي أمام البحر الليلة! قم بارتداء الملابس المناسبة!
***
- انتهى بي الأمر بوضع الأطباق على السفرة!
قالها زين بتذمر بعدما وصل الطعام و اضطر هو لتنظيمه على الطاولة إذ أن الفتاتين تستعدان.
نايلا كانت نظمت كل شيء من شموع و موسيقى، و مع وصول الطعام أصبح كل شيء جاهزًا.
كان زين يرتدي الچينز الأسود، تيشيرت أسود، و چاكيت أسود.. كان وسيمًا للغاية.
وقف أمام الطاولة ينتظر ظهور الفتاتين، و سرعان ما ظهرت نايلا..
فستان يصل إلى الركبة، بدون أكمام و لكن برقبة طويلة، لونه قرمزي، و ارتدت عليه شالًا أسود، و شعرها مرفوع لأعلى. تضرب الأرض بحذائها ذا الكعب العالي.
YOU ARE READING
أنا كحبَّة بطاطا
Fanfiction"عرفتُ أن تلك الحياة تشبه قطار الموت، بعض الناس يقضون جولتهم في الصراخ و الندم أنهم ركبوه و تمني أن تنتهي الجولة، بينما آخرون فقط يستمتعون بالتجربة الجديدة برحابة صدر، و في النهاية.. الذي استمتع هو من يترك القطار سعيدًا، لأنه من خاض التجربة بشكل صحي...