٢٨. مودست

554 69 9
                                    

أقبلت نايلا عليه مبتسمة.

- خيرًا، زين؟ كنت تريدني؟

جلست بجانبه. وجدت ملامحه شاردة و كأنه يفكر في أمر مصيري بالنسبة له.

- نيل، كيف يمكنني التفريق بين الحب و الاحتياج؟

ابتسمت نايلا بهدوء. زين يحكّم عقله في أمر بيري و هذه نقطة تحتسب له و شيء تحترمه فيه.

- الحب مرتبط بشخص واحد، شخص تريده هو بالذات و لا أحد غيره، مشاعرك كلها موجهة نحوه.. أما الاحتياج ففيه الإنسان يشعر بفراغ عاطفي يريد ملأه، و وقتها لا يهم من يملأ الفراغ، و لكن المهم أن يُملأ الفراغ فقط.

قالت ذلك ثم أضافت:

- هل ما زالت تفكر بچيچي؟

قطّب زين جبينه و قال بانزعاج:

- چيچي من؟ لا تأتي على بالي أصلًا.

ابتسمت نايلا بيقين، ثم قالت بكياسة:

- و هذا دليل واقعي أن مشاعرك نحو بيري ليست احتياج!

ارتبك زين قليلًا، ثم قال:

- و من أتى بذكر بيري أساسًا!

أمالت نايلا رأسها يمينًا و قالت:

- عيناك فعلت!

ابتلع زين ريقه، بينما استطردت نايلا:

- عندما يحلو لك الكذب فلا تجعلني الشخص المكذوب عليه، لأن خمستكم أمامي كتاب مفتوح، زين!

تنهد زين بعمق، ثم قال:

- من شبه المستحيل أن تقبل بيري بي مجددًا، و لكنني نضجت. إلهي! لقد كنت مرعوبًا من فكرة الزواج برمتها، و كان يزداد رعبي كلما اقترب موعد الزفاف. أعلم أنني جرحتها و لكن.. اااههه انسي الأمر!

قالها زين و ترك نايلا و نهض. اتسعت عيناها على تقلب مزاجه الآني، ثم صاحت ليسمعها قائلة:

- العشاء كلاسيكي أمام البحر الليلة! قم بارتداء الملابس المناسبة!

***

- انتهى بي الأمر بوضع الأطباق على السفرة!

قالها زين بتذمر بعدما وصل الطعام و اضطر هو لتنظيمه على الطاولة إذ أن الفتاتين تستعدان.

نايلا كانت نظمت كل شيء من شموع و موسيقى، و مع وصول الطعام أصبح كل شيء جاهزًا.

كان زين يرتدي الچينز الأسود، تيشيرت أسود، و چاكيت أسود.. كان وسيمًا للغاية.

وقف أمام الطاولة ينتظر ظهور الفتاتين، و سرعان ما ظهرت نايلا..

فستان يصل إلى الركبة، بدون أكمام و لكن برقبة طويلة، لونه قرمزي، و ارتدت عليه شالًا أسود، و شعرها مرفوع لأعلى. تضرب الأرض بحذائها ذا الكعب العالي.

أنا كحبَّة بطاطاWhere stories live. Discover now