٢٤. سيهجرني؟

608 75 10
                                    

ربتت سيلينا على كتف نايلا تهدئها. إن نايلا تبكي منذ أكثر من ساعة و سيلينا لا تعلم ماذا تفعل.

- أرجوكِ،توقفي عن البكاء، نايلا.

لترد نايلا بقهر:

- و كيف أفعل؟ لقد قال لي أنه يحتاج يومًا أو يومين، و ها قد مر أسبوع و هو لم يفكّر أن يحادثني حتى. هاري هجرني، سيل!

تنهدت سيلينا بألم شديد لنايلا. كانت على وشك البكاء معها و لكن يجب عليها أن تظل ثابتة من أجلها. هي تتذكر مشاكل مماثلة مع چاستن عندما كانت خائفة إن يهجرها و هي تعلم جيدًا ما شعور نايلا.

و فجأة رن هاتف نايلا. لم تكن في مزاج مناسب لتمسك بهاتفها. التقطت سيلينا الهاتف لتتسع عيناها.

- إنه هاري!

انتفضت نايلا لتمسك بالهاتف بسرعة. أخذت نفسًا عميقًا ثم ردت:

- هاري؟

ليأتيها صوت هاري الجاد الذي لم تعتد عليه يقول باقتضاب:

- يجب أن نتقابل!

- أنا في منزلي. يمكنك أن تأتي في أي وقت.

- لا. أريدك خارج المنزل. هل ترتدين ملابسكِ من فضلك و ستصلك سيارة لتأخذك؟

تسارعت أنفاس نايلا، و نزلت منها دمعة أخرى قهرًا. كم اشتاقت لصوته الدافئ! و لكن نبرته الآن تؤكد شكوكها. هاري سيهجرها!

- حسنًا.

أنهت المكالمة و أخبرت سيلينا بالأمر، فربتت على كتفها و ساعدتها في التجهّز. و للصدفة، عندما كانت نايلا جاهزة سمعت صوت السيارة بالأسفل.

ودعتها سيلينا بعد أن قالت:

- أنا لن أنام حتى أطمئن عليكِ.

ابتسمت نايلا بوهن و أومأت، ثم ركبت في السيارة.

طالت المسافة و لكنها لم تكترث. لقد كانت طوال الطريق تبكي واضعة يدها على بطنها، حتى أنها لم تهتم أن تنظر للطريق.

كم اشتاقته! اشتاقت صوته عندما يناديها بـ نيلي، فيشعرها أنها ملكه وحده. اشتاقت سخافاته و مداعباته و حتى نكاته السمجة. اشتاقت الاستيقاظ على وجهه في الصباح و النوم على صوته يغني في أذنها.

توقفت السيارة، فرفعت نايلا بصرها أخيرًا و ترجّلت، لتتسع عيناها عندما وجدت نفسها أمام بيت آن.

التفتت للسائق لتقول:

- هل أخبرك هاري أن توصلني هنا؟

- أجل، سيدتي.

ازدردت نايلا ريقًا و مسحت ما تبقّى من دموع عالقة في أهدابها، ثم قرعت الجرس.

فتحت چيما بعد ثوان بابتسامة، لتبتسم نايلا رغمًا عنها و تعانق چيمًا.

أنا كحبَّة بطاطاDonde viven las historias. Descúbrelo ahora