الفصل الأول || مَوت

109K 4K 1.3K
                                    




اليونان، بيرايوس.
غابة الموت، أوكيغا.
الساعة/ السابعة والنصف صباحًا،
عام/ ألف وتسعمائة وتسعون.

تعالى ضحك الشباب اليَفعة غَير آبِهين بأوجاع قُلوبهم أو قَساوة هذا العالَم، بَعضُهم قَد بدأ بالبكاء إثرَ انفجارهم ضاحِكين، لكن السؤال هو: هل سيأتي يوم آخر ليعيدوا سلسلة ضَحكاتهم البريئة بِرفقة أحبائهم وأصدقائهم أم أنّه لا يوجد غدٌ بَعد هذه الليلة؟

«اللعنة، لَم أضحك في حياتي كلها كما ضحكتُ اليوم، إنّ في رِفقتكم ذكرياتٌ لا تنسى وأيامٌ لا تُعَوّض»، خفَتَ ضحكُ الجَميع مُعطين تركيزهم كلّه لما تقوله بعدما سمعوا كلماتها المؤثرة.

«مارغريت، أنا أحبكِ يا صديقتي»، عانقتها التي بجانبها بقوة فبادتلها مارغريت العناق بسعادة.

«عِناقٌ جماعي!»، صَرخَ الشاب الجالس يمين مارغريت، فقفز الباقون لمعانقة الفتاتين، مارغريت وسيلينا.

«هذه الأيام وهذا العِناق سَيخلدان في قلبي، عَهد الأصدقاء»، قال ألكس بعدَ أن ابتعدوا عن بعضهم، وضع يده أعلى النار بمسافة بعيدة كَي لا تَحرقه، فسارع الجميع ليَضعوا أيديهم فوقَ يد ألكس ليُنفذوا وعدهم وتحيتهم الخاصة، وصرخوا بصوت واحد: «معًا إلى الأبد»، وتعالت الضحكات الشَقيّة البريئة مرةً أخرى.

«إنّ عينيكِ جذَّابتان جدًّا، كأنهما شُعلتان من الشَمس»، قال ميغان قاطعًا الصمت الذي حَلَّ بعدَ ضحكهم الكثير، هائمًا في عيني القابعةَ أمامه التي احمرت خجلًا عند سماعها تغزله بعينيها وَعمق نظرته فيهما.

«يَبدو أنّ لدينا عاشقًا هنا»، قالت سيلينا بِشقاوة وهي تَغمز لميغان الذي أخفض رأسه للأسفل وابتِسامةٌ هادئة ارتسمت على محيَّاه.

«أنا لا ألومه إذا وقع في حُبّ هِيلدا، عيناها الربيعيتان كافية لسحر الرجال جميعهم، ووجهها لَم يخلق كجماله.» أفصح أليكس عَمَّا في قلبهِ فأتته ضربة قوية على معدتهِ.

«ما بكِ عزيزتي؟ أنا أحبكِ أنتِ وهيلدا كشقيقتيّ، وأنا لا أمزح، هيلدا تستحق المديحَ لجمالها»، رأى أنّ مارغريت قد عبست أكثر لأنهُ لم يمدح جمالها كثيرًا، هي لا تغار مِن هيلدا فهي تعتبرها أختها، لكن توّد أن ينظر رجلها إليها فقط. وما إن أرادت أن تتجاهلهُ حتى سارعت شفتاه بالتقاط شفتيها في قبلة سطحية سريعة، حاولت ألَّا تبتسم ولكنها لَم تستطع، ولفَرط خجلها عانَقته بقوة، فتعالت ضحكات الباقين.

«أنتما ثُنائيٌ جميلٌ جدًّا، أتمنى أن تبقيا هكذا إلى الأبد»، ابتَسمت هيلدا بسعادة لرؤية هذا التفاهم والحب بينهما، إنها تتمنى السعادة لهما؛ فهي تملكُ قلبًا رقيقًا لا يعرف الكره أبدًا رغم قوة شخصيتها أمام الجميع. بادلها الثنائي الابتسام بسعادة فأرسل أليكس قبلة طائرة نَحوها فجاءته ضربة خفيفة من الأخرى.

أنـدِرسـون Where stories live. Discover now