الفصل الثاني عشر || تغيير

28.3K 1.4K 417
                                    


• أندرسون •
• مملكة الذئاب •


اوليڤر:

كُنت واقفًا بجانب الألفا بصمت تام، لا يُسمع في غُرفة التدريب الخاصة سوى صوت لهاثها وتدرّبها وضربها العَنيف. نقف باعتدال وهناك توتّر بيننا، ننظر لتلكَ التي أُنهكَت لشدة التدريب طوالَ الأيام الثلاث السابقة، هي لم تهدأ مطلقًا ولم تتوقف لحظة واحدة منذُ يوم تحوِلها، حتى أنها تغيرت جذريًا في شكلها وطباعها؛ لقَد أصبَحت أهدأ وأقوى وأكثر ثقة وكلمتها تسير على الجميع ولا أحدَ يُعارضها ‏إن ألقَت أمرًا! ‏مع ذلك أفراد القطيع جميعهم دونَ استثناء ‏واقعون في حب اللونا ولا يعارضها ‏أحد.

لقد صَدمت الجميع بشكلها، وأنا أعنيها بكل حروفها، لقد صدمتنا بمقدار القوة والشراسة التي سيطرت عليها، حتى شكل ذئبتها صَعق الجميع، لقد كانت أغرب ذئبٍ في العالم؛ ذيلها الطويل ولون جسدها البرتقالي الناري الممزوج باللون الأسود عند أطراف الأقدام والذيل، وهناك أشياء غريبة كالسلاسل المرتبطة بجسدها بدءًا من أذنيها وانتهاءً بأشياء تشبه الذيل أيضًا لكنها أرفع موجودة فوق ذيلها الطويل، وحجمها الذي كانَ بحجم أسد أو ربما أكبر، حيث أنها نافَست الألفا في ضخامة حجمه! كانت الأغرب على الإطلاق عندَ تحولها، والأكثر صدمة من نفسها عندَ عودتها لشكلها البشري، ما زلت أذكر كل ما حَصل ‏وكأنه الآن يُعاد أمامي، وأكثر ما صدمني الأسرار والماضي البشع الذي سمعته سابقًا على لسان سايكلوب.

نظرت لها وما زالت على حالِها لم تتوقف عن تدريبها المُكثف، رفعتُ رأسي للألفا الذي لا تتزحزح عيناه عَنها مطلقًا، يا إلهي، إنه متوتر جدًا وبسببها! ‏أول مرة أرى ملامح الخوف والتوتر تستقر في وجه الألفا، ألهذه الدرجة للرفيقة تأثيرٌ خاص على رفيقها؟ ‏ويبدو أنّ لأختي تأثيرًا قويًّا على دانيال، لطيف! ‏

كان دانيال يشرف على تدريب هيلدا بنفسه، ولا يسمح لرجل آخر أن يتدرب معها أو أن يمسها ‏أو يقترب ناحية مساحتها الشخصية، لم يكن يَسمح لأحد سواي لأنني شقيقها، مع أنهُ كان أيضًا يحترق بنيران الغيرة كلما اقتربنا من بعضنا كثيرًا، لكن بصعوبة أقنعته اللونا السابقة ريجينا ‏أنّي شقيقها التوأم فسمح لي بذلك، حتى ساموييل المسكين ‏أصر أن يشرف على تدريبها ‏لكنهُ ببساطة لم يسمح بهذا إلا بعد إصرار اللونا ريجينا، وأخيرًا أصبحنا أنا وساموييل نشرف على تدريبها عند غيابه لأمور خاصة بالقطيع، وأحيانًا نستدعي روجر أيضًا خُفية، ‏يا له من معقد هذا الألفا!

حركتُ رأسي ناحية الجهة اليمنى ‏لشعوري بنظرات تخترقني! ابتلعت ريقي بصعوبة حال التقاء عينيّ بوجهه الصامت الذي يبث الرُعب في قلبي، ‏أنا أكبر أحمق على وجه الأرض؛ نسيت أنه يسمعني لأنه يستطيع قراءة الأفكار، لا تهتم عزيزي دانيال أنا أحبك يا زوج أختي وصديقي، ضحكت بتوتر وأنا أتحدث مع نفسي، أنا واثقٌ أنه سمعني لأنهُ أعطاني ‏نظرة مشمئزة وأدار أنظاره مرة أخرى ناحية أختي، ‏عبست بخفة، لِم هو متبلد وبارد هكذا؟ لِم لا يهتم لمشاعر غيره؟ إلا هيلدا، محظوظة تلك الصغيرة! ‏

أنـدِرسـون Where stories live. Discover now