الفصل الرابع عشر || كَشف الحَقيقة

21K 1.3K 272
                                    


• أندرسون
• مملكة الذئاب •

• مملكة مصاصو الدِماء •
اندريانوسا:

تقف بِكل شموخ وقوة ‏تُرهب كُلّ الذين حَولها بتلكَ السلطة والقوة اللّتين تنبعثان منها، تنظر أمامها بعينين كصَقرٍ ينتظر اللحظة الحاسمة حتى ينقض على فَريسته، تلتمع عيناها الفضيتان ‏بظلامٍ يَشل الأبدان، نسمات الهواء تعبث بشعرها الأبيض لتجعلهُ يتمرد على أجزائِها ‏جاعٍلًا مِنها لوحةً فنية جميلة ومظلمة، وكيف لا تكون هكذا وهيَ إمبراطورة مملكة الظَلام التي ‏تَحكم مَخلوقات الليل المُظلمة؟ ‏كيف لا وهي ملكة مصاصي الدِماء الأقوى أندريانوسا؟ أو كما تعرف في عالمها ‏هجينة الليل والنهار فقوّتها متفردة جامِعة بينَ الليل والنهار، أوَ ليس مصاصو الدماء مخلوقاتٍ ليلية؟ ‏أجل، لكن هيَ ليست مِثلهم! ‏
تعشق الليل ولكنها تهوى الصباح، ولهذا سميت هجينة الليل والنهار، لم تمانع بذاكَ اللقب ‏فهيَ إنسانة واقعية جدًا وتتقَبل ذاتها، إلا أنها فرضت نفسها عليهم ‏بقوتها، ‏لكن يبقى السؤال يطرح نفسه: لماذا سميت بهذا الاسم؟ هل هو سبب عظيم؟‏

«سيدتي الملكة»، قاطعَ سيل أفكارها ‏القاتمة صوت خادمها الذي داهمَ تفكيرها،‏ همهمت لهُ كإجابة تَحثهُ بها على الكَلام، انتظرت لما يعادِل الدَقيقة، تنتظره كي يبدأ الحَديث عما يدورُ في خُلدِه، ‏فلَم تستَمع سوى صوت همهمة تدل على توترهِ وجزهِ القوي على أسنانه ‏وكأنهُ أقامَ حربًا على ذاته لإظهار الحَقيقة، استدارت له برأسها نِصفَ استدارة وهيَ تأكلهُ بضراوة عينيها الثاقِبتين فارتَجف قليلًا عند النَظر لهذا الوَجه ‏الذي لم يَره منذُ خمسين سَنة مَضت، يبدو أنّ شيطانَها قَد استيقظ عندَ استيقاظ الأندرسون، هذا ما فَكَر بهِ في خُلدهِ إلا أنهُ لا يتجرأ على قولها بصوتٍ عالٍ ‏ولكنه نسيَ أنها مصاصة دماء ولها القدرة على قِراءة الأفكار وبالأخص أنها من أصحاب ‏دِماء العائلة الملكية النَقية.

أعادت رأسها للأمام تنتظر وصولَ العَدو إلى ميدانِها ‏وقالت بنَبرةٍ مُظلمة باردة جعلت الجميع وليسَ خادمها الخاص فقط  يرتجفونَ دونَ استِثناء، «سأتجاهل إهانتكَ هذه المرة فقط مراعيةً‏ إخلاصكَ لي منذُ قرون، والآن قُل ما عِندكَ أو انصَرف!»، انحنى الخادم بسُرعة متمتمًا بخوف: «أنا آسف جلالَتكِ، اعذري وقاحَتي»، رفعَ رأسهُ‏ ينظرُ لظهرها الذي يقابِلهُ، وأكمل بارتباك مع محاولاتٍ لجعل نبرتهُ عادية: ‏«جلالتك، إنّ ميدوسا تَقترب بجَيش...»‏

لم يُكمل كلامهُ فقاطتعه بنبرة عَنيفة: «ديكس»، صرخت مُزمجرة بوجه ذاك الذي يكاد ‏يبلل سروالهُ خوفًا مِنها، لكنهُ يعذر سيدته ‏في مزاجِها هذا لأنَ ما فَعلته تلكَ الميدوسا لها ليسَ بالقليل أيضًا؛ فهيَ سلبت منها ‏عائِلتها وأغلى ما تَملك، لذلكَ أندريانوسا تكرهها كُرهًا جمًّا ومستعدة لتفعل أيّ شيء للتَخلص مِنها.

أنـدِرسـون Where stories live. Discover now