الفصل السادس || أهتياجُ القَلب •

33K 2.2K 421
                                    



• أندرسون •
• مملكة الذئاب •

استَمرَ دانيال بِسَحبي خَلفه وأنا فقط أتبعهُ بِصمت، لا يمكنني قول شيء فأنا الآن مشوشة كَثيرًا، لَقد توالت عَليّ الأحداث والأسرار بِسرعة كبيرة، قد شَتت خَلايا عَقلي، كُل هذه تعد ظواهر علمية لكنني لم أستطع تَفسيرها بهدوء. هذا حَقًا مُرهِق للعقل البَشري.

أظن أني الآن أحتاجُ فترة نَقاهة فقط، أنا أتبع دانيال منذُ ربع ساعة تقريبًا، بعدَ إخباري أنني نمت ثمانٍ وعشرين سنة، ما هذه الحالة؟ وأيضًا لم أمت مع أنني كُنت داخل شَجرة كل تلكَ السَنوات؟ والأهم مِن ذلك، اسمها الغريب، فحَسب ما أعرف هي شجرة أوكيغا، وأوكيغا تعني الغابة التي تَقع شَرق مدينة بيرايوس في دولة اليونان. لكن ما قصة اسم أندرسون الذي أطلق عليها؟ والذي يُطلق عليّ أيضًا؟

أمسكت جبيني لشعوري بألم طفيف بدأ يظهر، يبدو أنني أرهقت عقلي كثيرًا وهذا غير جيد، أنا بالتأكيد لَن أستطيع مَعرفة الحقيقة إن أتعَبت عَقلي كثيرًا، أو أنني لَن أحتمل، تبًا لكل هذا.

يبدو أنني كُنت غارقة في أفكاري اللعينة وكثيرًا أيضًا، لدَرجة أنني لَم أنتبه لذاك الجدار الذي اصطدمت به. لا مهلًا، إنه دانيال وليس جدارًا، أنا فعلًا أفقد تركيزي، ها قد وَصلنا إلى القصر، هل استَغرقَنا وَقتًا طَويلًا أم قصيرًا؟

رفعت رأسي وفَتحت عينيّ، أشعر أنَ الألم زالَ قليلًا، الآن فقط انتبهت إلى روعة القصر من الخارج، يا إلهي، إنه أنيق وجميل، لونه السُكري الممزوج بالكريمي الهادئ جذاب جدًا، أظنني أطلت التَحديق قليلًا.

«بل كثيرًا»، لقد سخر هذا اللعين الوسيم مني، اللعنة عليك عزيزي. ماذا؟ عزيزي! يا للهول، لَقد سَمعني بالتأكيد. وجهت نظري له فرأيت ابتسامة لعوبة ومخيفة أرسلت لي قُشعريرة، بدأ يتقدم نَحوي ببطء وأنا أعود إلى الخَلف وما زلت أمسك بأنفي الَذي ارتطم بِظهره.

فجأة ولا أعلَم مِن أين ظهر وكيف لم أنتبه له، طوّق خصري بيده اليمنى والأخرى ما تزال في جَيب بِنطاله، انحنى لأذني بسَبب فارق الطول بيننا وهمس بنَبرة أرسلت لي مشاعر بعثرت كياني، مشاعر جميلة فَجرت ألغامًا في مَعدتي، كم هي جميلة: «لقد أعجبتني، أيمكنكِ إعادتها؟»، يا إلهي، يا إلهي، هذا موتر جدًا.

أشعر بسخونة شديدة، أنفاسه تَضرب عنقي دون رَحمة مشتتة كياني، لقد تخدرت حواسي بِسببه ولا أقوى على الحركة أو الرَد، سَقطت يدي عَن أنفي وكأنَ جَسدي قَد شُلَ تمامًا، شعرت بيده الأخرى تُطوق خصري الصغير وتحتضنني بِشدة وتملك.

يَدفن رأسه في عُنقي كَطفلٍ صَغير يبحَث عن الأمان عِند والدته، لَم أتمالك نَفسي، ودَدت أن أعانقه وأضمه بِقوة، إنّ لهُ تأثيرًا قويًا عليّ.

أنـدِرسـون Donde viven las historias. Descúbrelo ahora