الفصل الحادي عشر || دمائي

24.1K 1.4K 136
                                    





• أندرسون •
• مملكة الذئاب •

• مملكة حوريات البحر •
سايان / ميدوسا


تحاول المسكينة بكل قوتها إبعاد يد الأخرى عن عُنقها لكنها لا تستطيع؛ فحَقيقة أنها الأقوى تتردد في أنحاء العالم. نظرت بشراسة ويداها تعتصران  يديّ الأخرى في محاولةٍ فاشلة لإبعادها عنها؛ لأن رئتيها بدأت تستنجد طالبةً الهواء أو ستتوقف.
 
«أبعدي يدَيْكِ القذرة عني ميدوسا!»، صرخت بغضب وبكل طاقةٍ متبقية لديها. ابتسمت ميدوسا بشرٍ وانتصار لاحَ في تقاسيم وجهها الجميل رغمَ شرها.
 
«تريدين الهواء يا سمكة البَحر النتنة!»، هسهست بفحيح أفاعٍ كما هي أفاعيها مقابلةً وجه تلك المسكينة (حورية البحر)، تزيد خنقها أكثر وتستمتع بذلك.
 
لاحت ملامح الموت على محيا الحورية فأبعدت يدُها عن رقبتها فسقطت المسكينة أرضًا وبقوة على ظهرها. لم تستطع النهوض حيث أنه لا أقدام لديها حاليًا؛ لأنها لا تستطيع التحول لبشرية كاملة وهيَ ما تَزال تحتَ الماء في قصرها، وكذلك استنفَذت طاقتها في محاولةِ مقاومة ميدوسا التي تحميها قوتها من الغَرق في مياهها، كانت تلهث بصعوبة وبسرعة لتُنجد رئتيها من الهلاك
وتعيد الحياة لجسدها.
 
انخفضت ميدوسا لها نظرًا لكونها على الأرض وبدأت تلقي نظرات نارية نحوها فتردعهَا عَن زيف قوتها تلك.
 
«ماذا؟ ألا تودين أن تكوني حليفتي للتخلص من اللونا الجديدة وأخذ قواها لصالحي يا سايان؟»، هسهست بكره نحوها فبادلتهَا الأخرى نظراتها.
 
«أنتِ المخطئة! كله بسببكِ أنتِ لا أحد لهُ دخلٌ بذلك! وهيلدا بريئة لم تفعل لكِ شيئًا هيَ وشقيقها، الجميع يَعلم بأنكِ السبب أيتها الحقيرة، أتمنى فقط أن تقوم هيلدا بقتلكِ؛ فلا أعتقد أنه بمقدوركِ مواجهة الأسطورة أندرسون وبالأخص بعدَ زواجها من الملك دانيال فلقد اشعلت خيوط قوتها العاتية وستظهر كاملة قريبًا»، هسهست سايان بكره وحقد نحو ميدوسا ناجحةً في استفزازها.
 
تحولت نبرتها للانتصار تبتسم في نهاية حديثها، لكن ذلك لم يكن في صالحها وأن تقوم بإشعال غضب ميدوسا الأعمى! أمسَكت رقبتها مرة أخرى ثم قامت بحملها بذِراعٍ واحِدة وضربت رأسها بالجدار بكامل قوتها.
 
علت شهقاتٌ امتزجَت بالألم والصراخ من التي تحت رحمة يديها، كم كانت ضربتها قوية وقاسية...
 
قربت ميدوسا فَمَها من أذن سايان التي لطخَت دماؤها الجدار وقليلًا من يد ميدوسا: «لا يجب على الصِغار العبث بالنار؛ لأنهُم سَيحترقون دون رحمة، ولو لَم تكوني الملكة لأهنتكِ أكثر من ذلك أمامَ شعبكِ ولَقَتَلتكِ بدمٍ بارد! إن حوريات البَحر تَخضعنّ لي أنا فقط، حتى لو كنتِ ملكتها، مفهوم؟»، كانت نبرتها تزداد كرهًا بينما تزيد من قوة ضغط ذراعيها على رقبة المسكينة فزادتها ألمًا فوقَ ألمها.

لا يمكن لسايان أن تقف في وجهها لأنَه وبالفِعل ميدوسا سيطرت على حوريات البَحر وجعلتهنّ عَبيدًا لها، حتى الملكة لا تستطيع الوقوفَ في وجهها لأنها ببساطة ليسَت ندًا لها رغمَ قوتها التي لا بأس بها كحورية بحرٍ ملكية، لكن الظلامُ أقوى من عالمها المُنعش.
 
ما كانَ بيد سايان خيارٌ آخر غيرَ الاستسلام لرغبة ميدوسا والوقوف بجانبها في الحَرب ضدَ هيلدا ودانيال، لكنها متأكدة أنهم إذا نجوا من بطش ميدوسا وحيلها سيقضون عليها تمامًا. فهي متأكدة من وجود جاسوس من داخل المملكة لا يمكن لأحد أن يشك بهِ مطلقًا.
 
«طالَ صمتكِ!»، أصدرت سايان أنينًا متألمًا عندما ضغطت أفاعي ميدوسا على منطقةٍ من عُنِقها فشعرت بسمٍ يجري
في عروقها، بدا حارِقًا جدًا.
 
«موافِقة»، أجابت بيأس حفاظًا على حياتها وحياة مملكَتها.

أنـدِرسـون Where stories live. Discover now