♧الثامِن عشر♧

10.2K 767 150
                                    

☽ ﹏﹏ ☾

|جُيون جُونغكوك|

مروحةُ السقف تدور ببطءٍ مُمل , جهازُ التكييف يعملُ أيضاً مُشكلاً جواً مريحاً بعض الشيء في الغرفةِ , نصفُ البابِ مفتوح ووالدي يقفُ بجانبه مستنداً على الحائط , ولا أعلمُ مالفائدةُ من تشغيلهِ لمروحةِ الهواء مع وجودِ التكييف ..

الألمُ بالطبع جزءٌ من الموجودات , شفتا والدي تتحركانِ ببطء والمروحةُ ذاتُ الصرير الخفيف تتحركِ ببطءٍ أيضاً , ومع الألم لا أعلمُ مالذي يجدرُ بي التركيزُ عليهِ

أعتقدُ بأن علي التركيز على مايقولهُ والدي عِوضاً عن التحديق بكل شيء بفراغ وإحباط

أُغلقَ الباب فجأةً في محاولةٍ -ناجحة- لإخراجي من التشتيت الذي أنا فيه

" جونغكوك عزيزي , لايمكنكَ أن تستمرَ بتجاهلِه لوقتٍ أكثر , ليس عدلاً لكليكما أن تُتما أسبوعاً على هذهِ الحال " أنبَ والدي ناصحاً بجديةٍ وحذر , نبرةُ صوتهِ توصل لي مدى الأسى الذي يشعرُ بهِ نحوي..

" أعلم أُقسم بأنني أعلم ! " صِحتُ تقريباً بأنفعال وإحباط مُختلطٍ بضجر ثم تنهدتُ بعمق " لكنني لستُ مستعداً , أنا نفسي لا أريدُ رؤوية نفسي ولم أتقبل حالي بعد وكيف سيسيرُ الأمرُ لاحقاً ! لا أستطيعُ تخطي هذا بسهوله " تمتمتُ بإنكسار يعبرُ عن مدى سوءِ حالتي النفسيه

حالتي النفسيه التي تتافسُ درجات الحراره في القطب الشمالي في إنخفاضها.

تنهدَ ومن ثمَ تحركَ ليجلسَ بجانبي وشبكَ يديهِ معاً " إلى متى إذاً..؟ ستبقى تنتظرُ حالتك النفسيه حتى تتحسن ؟ إذا كنتَ ستفعلُ هذا فسأختصرُ الأمر عليك وأخبرُكَ بأن علاجك الوحيد هو تايهيونغ " إبتسمَ بتكلف وكأنه يخبرني بأنهُ لاخيار أخرَ لدي ..

" ولكن تايهيونغ يقدسُ الغابة ! " حاججتهُ بيأس , عقدتي العظيمه في الأمر هي تقديس تايهيونغ للغابه

" جميعنا نفعل " أجابَ بلا مبالاه وهززتُ رأسي نافيا
ً " تايهيونغ حالةٌ خاصه , أنا وأنت نستطيعُ العيش هاهنا كبشر لسنوات لكن تايهيونغ لا ! لايطيقُ حياة البشرِ هذه "
" إذا كان لا يطيقها إذاً لما هو هنا منذُ شهرٍ وأكثر؟ لما أتى من الأساس؟! "

تسائلَ بهدوء وإبتسامه صغيره قاتله ومستفزه , مُستفزه لأنها تبطلُ جميع حججي التي أنا مقتنعٌ بها تماماً

" أتى بحثاً عني فقط! ليس مهتماً بالدراسةِ أو الشهاده أو نمطِ الحياة هذا , السببُ الوحيد في بقاءهُ هنا حتى الأن هو أنا " وتلقائياً أثناء حديثي أخذتُ أبتسمُ بعفويه قبل أن أعضّ شفتي بخجلٍ لا أعلمُ سببه

「 ذِئب أسود 」 VKWhere stories live. Discover now