تبكي بصمت

الجزء 23 بعنوان " أصدقاء إلى الأبد "

مشيت خطوة تلو الاخرى نحو الصف فمررت بمكتب المدير كان باب الغرفة مفتوحاً قليلاً لإسمع ذلك التوبيخ و صاحبة الشعر البنفسجي تقف بإحترام إقتربت من الباب لأشهق قائلة : إينوي؟!
و كان ما يدور بينها و بين المدير..
" هذه المرة الثانية التي تحصلين فيها على شكوى من المعلمين " تحدث المدير بعتاب حاد
" أعتذر يا سيدي " ردت بإنكسار
" تعتذرين؟؟ هناك قاعدة في هذه المدرسة تنص على ان من يقترف خطاء لا يمحوه الإعتذار ، و أنتِ أخطأتِ و خطأكِ كبير " تحدث بصرامة
لا رد
نهض المدير من على كرسيه المريح و إتجه الى النافذة  وضع يد على يدٍ خلف ظهره ليكمل : أنتِ فتاة هادئة في الصف لكن لا اعلم ما  الذي يقودك الى الشجارات لقد خيبتي ظني
رفعت رأسها لترد مدافعة عن نفسها : سيدي انا..آه
إلتفت إليها بعد ان سكتت ليرد : لا داعي للتبريرات ، عقابك هو فصل من المدرسة لمدة أسبوع كامل و لأنك هادئة في الفصل قليلة المشاكل سأعفِ عنكِ نصف العقاب
إتجه الى طاولة مكتبه ليأخذ ورقة حمراء وقع عليها و كتب مدة العقاب ، مد يده التي تمسك بالورقة الى إينوي مردفاً : تفضلي ، انتي مفصولة لمدة يومين كاملين إلى جانب ذلك عليك تنظيف حمامات المدرسة و الممرات
توسعت عيناي و همست لنفسي " فصل لمدة يومين ؟؟؟!"
اعدت أنظاري الى إينوي التي أخذت الورقة بقليل من الارتياح و الكثير من الخذلان فسألت : هل هناك شيء آخر؟
جلس المدير على كريسه فأجاب : لا ، يمكنك الخروج
شدت إينوي على الورقة لتتجه إلى الباب فخرجت كانت دموعها تسلك سبيل خديها ماخلطتاً نظرتها الباردة و عيناها الناعسة....
" الحمد لله لقد نجوت بجلدي في اللحظة الاخيرة هاهاهاها " قلت بصوت مسموع محدثةً نفسي بفخر بعد ان هبرت قبل ان تراني إينوي لأصطدم بالمعلم
" آنسة شيزوكا لم انت هنا ؟ لم لستِ في الفصل ؟ الى غرفة المدير "تحدث المعلم بتوبيخ بعد ان أمسك بي متلبسة
تحطمت آمالي فرددت مدافعة : سيدي انا انا..
المعلم : هيا بلا نقاش
زفرت بيأس لأذهب الى غرفة المدير و انا متوترة و مرتبكة بشكل كبير فلربما ألاقي نفس المصير الذي لاقته إينوي " فصل لمدة يومين" بلعت ريقي بصعوبة عندما وقفت امام الباب مددت يدي إليه بتردد لتجبرني قدماي على الدخول .
-------------------
......كنت امشي في الممر بملل شديد هاهو نفس الروتين الذي يتكرر كل يوم و هذه المرة الألف التي اذهب فيها للمكتب المدير و قد يكون نفس العقاب او أسواء  ذلك المعلم البغيض لن يشرب قهوته المقرفة و لن يرتاح جفنه إلى إذا عاد جميع الطلاب الى الصف دون إستثناء يا له من نزق تشه شبيه الضفدع ، وصلت الى مكتب المدير فدخلت بكل برود -يا للمصادفة- الفأرة هنا عند المتبجح وجه الفقمة ، نظر الي بحده و قال : ماذا ألم تتعلم الأدب بعد ؟
أجبت ببرود : مهلاً دعني اتذكر ، لا
رد المدير مجاريني : واضح ، إجلس هيا
يا له من مغفل لقد دخلت من دون إذن و حدثته بوقاحة بعد ذلك كله يطلب مني الجلوس ما الذي حل بالعالم ؟ ، جلست بشكل متمرد أودّ ان اعرف اي عقاب خطير سيجعلني أنفذه أخذ نظرة خاطفة الي و لسبب ما اظن بإنه فهم بإنني أتحداه ليضع يديه على طاولته البنية و يشرع في الحديث : آنسه شيزوكا كما قلت لك مسبقاً لقد تأخرتي مرتين و الحجز لم يعد مفيداً كاعقاب لك
ردت الفأرة بهدوء يخالطه بعض التوتر : سيدي إنه انا اعني بأنه كنت كان هو بعدها...أنا آه
ماذا قالت للتو لم افهم شيئاً ؟ رفع المدير حاجبيه بعدم فهم ليردف الى حديثه : لا داعي للتوتر إذا كان لديك عذر اخبريني
تفاجأت الفأرة و كذلك انا لم هو لطيف ؟ و لم معها بالذات ؟ نظرت إليها لأجدها قد إرتاحت و لكن لا زالت علامات الحذر و التوتر على ملامحها لتتحدث : سيدي في الحقيقة انا كنت اضمد...
توسعت عيناي قليلاً، لا تقوليها
نظرت الي بطرف عينيها ثم الى المدير لتردف : كنت أغير ملابسي
حل الصمت فنظرت الى الفأرة التي كانت تنظر بدورها الى المدير بتوتر ليرد : هل ستأخذ الملابس كل هذا الوقت ؟
الفأرة بتوتر : آاااه...
قاطعتها ببرود : كما تعلم أيها المدير حدث شجار صغير و لقد أخذ من وقتها
نظر المدير إلي نظرة تعني " لم أسألك انت؟" انا حقا اكرهه انه نزق
أغلق عينيه الذابلتان ليتحدث منتقماً مني بنبرة لاذعه : و انت أيها السيد لم تأخرت ؟
أجبت ببساطة : لا شأن لك
رد : متوقع منك و ايضا ان كان و هناك مدير آخر في مكاني لقام بطردكما حالاً و لكن انا سأعاقبكما بشكل آخر...
أصبحت الفأرة تقضم أصابعها من التوتر " لكن .."
نظرنا إليه ليبادلنا بنظرات اكثر حده فأكمل : لدي سؤال ، لماذا دائماً تعاقبا معاً ؟ كثرة تكرار هذا الامر لن يكون صدفة و هذا مريب جدا
حل الصمت لعدة دقائق ليقف المدير و يتجه نحوي ثم وقف فجأة و سحبني ممسكاً بيدي : هذا الضماد قد يكون دلالة قاطعة على انك جانح و انا لا اسمح بالجنوح في مدرستي
انه يضغط علي يدي هذا مؤلم
" انت اترك يدي أيها القبيح " صرخت
" و هذه الألفاظ تساعد ايضاً على أثبات ذلك " قال هذا مستمراً بالضغط على يدي
" سحقاً لك " صرخت بألم
حتى تركني و اخيراً ليردف : لكن لحسن حظكما لم تصلني أنباء على ان هناك جنوح او تمرد يحصل في المدرسة لذلك سأترككما معاقبين على التأخير فقط لكن هذا لن يمنعني بمراقبتكما ايضا
عاد إلى كرسيه و جلس فقال : فِقا
وقفت هي بطاعة اما انا بحنق فأكمل : عقابكما هو حجز لمدة يوم كامل مع الخضوع لتمارين و مسائل صعبة من مادة الفيزياء و الرياضيات و ايضا واجبات الجغرافيا و التاريخ مضاعفة أربعة أضعاف ..
" تشه يا لك من فاشل " قلتها ببرود
المدير بسخرية : اجل ذكرتني انت معاقب ضعف هذا العقاب مع مدة إيضافيه في الحجز دع هذه الألفاظ تساعدك في حل واجباتك
أكاد انفجر اني افقد صبري جززت على أسناني و اردت رد السخرية له بإثنتين "انت ..."
لأشعر فجأة بتلك اليد الدافئة تغمر وجهي لقد فاجأتني
" ههههه ما يحاول قوله هو هل هناك شيء آخر سيد تاما ؟ " ضحكت بتوتر بعدها قالت هذه الجملة بعد ان قاطعتني بوضع يدها على فمي
لاحظ المدير هذا التصرف و قال : لا شيء يمكنكم الانصراف
أمسكت بقميصي و لم تترك لي المجال بالسخرية و الثأر من صاحب الأربع أعين ذاك ...
------------
سحب شيزو سايكو حتى قطعوا نصف المسافة و بدأت بالتلفت يميناً و يساراً بشكل ظريف "الطريق آمن " تنهدت و هي مغمضة العينين كانت تريد ان توبّخ سايكو على ما فعله و لكن عندما فتحت عيناها
" سايكو توقف انا لم أتحدث بعد "
اكمل طريقه بصمت فأسرعت إليه حتى أصبحت بجانبه تماماً فسارت متناغمة مع خطواته و الصمت كان مسيطراً ليقف سايكو فجأة فتسطدم شيزو بظهره
" لا تقف فجأة هكذا " تحدثت وهي تمسك بأنفها
فتح سايكو الباب و دخل إلى الغرفة فرفعت شيزو رأسها لتقرأ على اللوحة " غرفة الحجز "
فتنهدت بيأس لتدخل بسرعة مغلقتاً الباب من خلفها .
//////////////////////////
" ذلك المعلم الغبي لم أجبر على حمل هذه  المستندات الثقيلة ؟" قال بتذمر
" إهئ إهئ " صوت بكاء
⁃ ما هذا اني اسمع صوت بكاء فتاة جميلة يجب ان أساعد 
أتجه إلى مصدر الصوت ليجد فتاة ذات شعر رمادي مائل للبنفسجي فابتسم و اقترب منها
⁃ عذراً هل تسمحين لي بالجلوس
نظر إليها وجدها صامته غارقة في الاحزان لا رغبة لها في الحديث فجلس بجانبها ليمد يده فوضعها على ظهرها يربت عليه مواسياً لها نظر إلى فقال : إن الجو صحو اليوم سانديا
لا تزال سانديا تبكي وهي تجهل الذي يجلس بجانبها
" أتعلمين أحياناً حينما أكون حزيناً أتذكر شيىء مضحكاً حصل لي ذات مره  ههههه لقد كنت صغيراً لقد كان الجو ممطراً و وقعت على بركة و عندما وقفت وجدت نفسي ممرغا بالوحل ههههه" قال هذا وهو يبتسم فذبلت عيناه و اصبحتا حزينتان فأردف مكملاً : كنت ابكي اريد امي انا تساعدني على الوقوف مجددا لكن لم يكن لها متسع من الوقت بحيث انها يجب ان تعمل فتعلمت حينها كيف أقف لوحدي دون مساعدة
هدأت سانديا من البكاء فأعطاها منديل فمسحت دموعها لتتحدث اخيرا : أتظن بإن الوقوف لوحدي دون اي مساعدة من احد فكرة جيدة
رفع رأسه و ليرد : في بعض الأحيان فقط و البعض الأخرى يجب عليك البحث عن اصدقاء يقفون بجانبك
سانديا بحزن : و لكن ما العمل إذا كسر قلبك بسبب احدهم لا بل أفضلهم ؟
اجاب : لا بأس الأصدقاء يبقون أصدقاء مهما كثرت بينكم الأخطاء
أرتاحت سانديا لما قاله فألتفتت إليه و اخيرا فتوسعت عيناها فتقول : اهذا انت ؟ شينيا
أبتسم إبتسامة عريضة و قال : نعم
نظرت إلى الأسفل قليلاً ثم إستقامت لتقول بغضب : و لم أستمع إليك أساساً ؟انا أكرهك
لا يزال يبتسم بغباء لتكمل بصوت خافت : مع انك إستمعت إلي و انت محق ايضا
شينيا بتلاعب : هل اسمع اعتراف ؟
سانديا بحده : لا أيها المنحرف
شينيا بإنزعاج : لست منحرفاً
سانديا بلا مبالة : لا يهم لا تقترب مني مرة اخرى اني أحذرك
شينيا بلا مبالة ايضاً: كما تشائين
بعد ذلك انصرف كلا من الاثنين في طريقه
-------------------
" هااااااااااه كيف أستطيع حل هذا ؟" تحدثت بتذمر بينما المعلم يقف و يراقبنا إن الامر ممل و صعب جداً و عليا ان احل هذه المعضلة
" مهلاً سايكو اكتب شيئاً بدل ان تضيع وقتك هدراً هكذا " قال المعلم بعتاب
" إنتهيت " رد سايكو بسرعة
" لا تمزح معي من المؤكد انك لم تحل بشكل صحيح فمن المستحيل ان تنهي وحده بهذه السر..." تحدث المعلم بإستعلى فقاطعه سايكو بعرض ورقته امام عينيه فأخذها المعلم ليتفحصها فرد منذهلاً : صحيح.. حلك ..كله صحيح
رفعت رأسي بإندهاش ايضا كيف فعلها في خمس دقائق فقط و انا حتى لم ابدأ بالحل
جلس سايكو بعد ان أنهى مسألتي الفيزياء و الرياضيات و أخذ يكتب واجبا الجغرافية و التاريخ اما انا لا أزال اجري خلف ديلي حتى اجد الحل زفرت بقهر و ضجر و إسترقت النظر لأرى كيف يكتب لم أكن أتوقع بأنه أعسر لم أكن أتوقع بأن سايكو ذكي جداً...
/////////////////////////
" هاااااه أنهيت و اخيراً كل المواد المترتبة علي يمكنني الآن المغادرة من هذه الغرفة " قالت شيزو بإرتياح بعد ان أصبحت الساعة ٢ ظهراً إستندت على الكرسي لتنعم بالراحة فألقت نظره على سايكو الذي أنهى واجباته منذ الساعة ١ ظهراً لكن وجب عليه ان يبقى مدة إضافية بسبب سخريته لقد تعب من البقاء هكذا دون فعل شيء فنام على الطاولة دون ان يدرك إبتسمت شيزو له و قالت في نفسها : "حتى في نومه يعقد حاجباه انه يبدو ك ( بوسو )"
ملاحظة :( الهامستر بوسو هذا في انمي همتاروا ذلك الهامستر الذي يملك حاجبان كبيران و دائماً يعقدهما )
دخل المعلم إلى الغرفة و أشار إلى شيزو قائلاً : يمكنك الذهاب الآن لقد أنتهت مدة الحجز
أخذت شيزو أشيائها و قامت بترتيبها جيداً ثم خرجت من الغرفة
مشت في الممر متجه إلى الصف دخلت وهي تضغط على كتفها المتصلب حينها تفاجأت بوجود شينيا هناك يجلس بجانب مقعدها وهو ينظر إلى النافذة لعمت فكرة خبيثة في عقل شيزو فأخذت نفس و هتفت بأعلى ما لديا : أزاكي شينيا مالذي تفعله هنا
قفز من محله بسرعة لينحني بإعتذار وهو ينطق بطلاسم غير مفهومة جثت شيزو على ركبتيها من الضحك رفع شينيا
رأسه بعدما ادرك بإنها شيزو ليرد بتذمر : لقد وقع قلبي
توقفت شيزو و اخيراً عن الضحك لترد بإبتسامة عريضة : هذا ليس صحيحاً فأنت لا تزال حيّاً
بادلها الإبتسام و رد : حسناً اعترف لقد أنتقمتي مني
شيزو بمرح : هههه لقد فعلت ، على كل حال لم أنت هنا و في هذا الوقت و بجانب حقيبتي ؟
شينيا : كنت أنتظرك
جالت شيزو بعينيها تنظر في أرجاء  الصف بعشوائية ثم ردت : تنتظرني ؟ انا؟
شينيا بإبتسامة دافئة : اجل
قالت بقليل من الاحراج : هذا...لم ينتظرني احد من قبل
تابع النظر إليها لكن بعدم إستيعاب
شيزو بإبتسامة و نظرة إنكسار : دعك من هذا ان...
شينيا : هذا مؤلم ،أليس كذلك ؟
شيزو : لا عليك انا معتادة على الامر
شينيا : و مع ذلك لا تزالين تبتسمين انت حقاً قوية
أقترب منها ثم  أمسك بمعصمها برفق متجها بها إلى حيث الحقيبة جلسا بجانب النافذة ينظران إليها ليقطع شينيا ذلك الجو الصامت : هناك أشياء يجب ان اعرفها عنك
أخذت نفساً عميقاً ثم تحدثت : انا وحيده و لكني أساند الجميع أبقى بجانبهم كي املاء الفراغ الذي في قلوبهم و غالباً ما افعل ذلك من اجل...من اجل ان لا يشعروا بما اشعر انا
نظر إليها شينيا بتأمل فهو يعلم بذلك الشعور الذي تعاني منه شيزو جيداً
تنهدت شيزو لتشعر بيد شينيا على رأسها تربت بهدوء فنظرت إليه وجدته مبتسماً و عيناه نوعماً حزينه بادلته الإبتسام ليتحدث هو : في هذه الحال أعدك بأن نبقى أصدقاء
شعرت بفرحة تعم قلبها فأبتسمت و قالت بعدم تصديق : حقاً؟؟!
شينيا : اجل و إلى الأبد
وقفت شيزو فدمعت عيناها لتنحني : شكراً جزيلاً أعدك بإن أكون جيدة
شينيا : لا داعي للأنحناء
رفع شينيا رأس شيزو ليقول : و انا أعدك بإن أكون جيداً
غمز لها فردت و هي تمسح عينيها : هههه احمق
////////////////////////
.
.
.
.
انتهى البارت
اعلم بأنه قصير و احداثه قليله لكن اظن بإن لا حاجة بإن أضع احداث اخرى فيه لأنه و بهذا القدر يكفي أرجو ان ينال إعجابكم و ايضا شكرًا لكل شخص علق و احب و قراء روايتي أرجو ان تبقوا متابعينها حتى نهايتها و شكراً لكم