جلست ميرا مع والدها و والدتها في صالة المنزل الكبيرة و التي تشبه الغرف الملكية في العصر الفلكلوري....تظاهرت بالانشغال في قراءة احد الكتب فيما ترمي بين الحين و الآخر نظرات متوترة الى والدها الجالس بأريحية و فخامة رجلا فوق رجل... يقرأ كتابا هو الآخر و يرتشف من فنجان قهوته رشفات صغيرة غير عابىء بما يحدث حوله....انتبهت والدتها اليها و التي كانت ترتشف قهوتها هي الأخرى مستمتعة بالموسيقى الكلاسيكية الشهيرة لموزار ....تقدمت منها و همست بريبة: ما بك؟
جفلت ميرا و قالت بخفوت متبتسمة بتوتر : ماذا؟ لا شيء حبيبتي.
نيرمين بشك و هي تهمس لها: أأنت متأكدة؟ لماذا تنظرين كالجواسيس لوالدك اذن؟ ماذا فعلتي؟
ميرا بحنق: و هل يجب ان اكون اقترفت مصيبة ما لانظر الى ابي؟ ...ثم ارتسمت بسماجة: كيف تعرفين نظرات الجواسيس" نيرو "؟؟
اتت نيرمين لترد و لكن اهتزت كلتاهما بخضة عندما اتاهما صوت مجيد البارد و الحازم: ماذا يحدث هنا ؟؟؟
ابتلعت نيرمين ريقها و نكست رأسها غير قادرة على مواجهته و الشجار معه في آخر المطاف فهو و رغم مستواه الثقافي و المادي الا انه متخلف فيما يخص علاقة المراة بزوجها..اما ميرا فتشجعت و هي تذكر نفسها ببلاك و لغرابة الموقف وجدت ان صورته فقط مشجعة و تجعلها تشعر بالأمان ..حمحمت تجلي صوتها و كورت يديها في شكل قبضة تمنع ارتعاشهما الواضح و قالت: ابي...هناك أمر أريد اطلاعك عليه !
اغلق مجيد كتابه و وضعه جانبا قبل ان يفرد يديه على ذراعي مقعده المخملي و هتف بنبرة باردة : ماذا؟
زاد توترها و عصرت قبضتيها أكثر تذكر نفسها ببلاك و حالته لتأخذ نفسا قبل أن تردف بقوة: إن شهاب يملك اخا ...
الآن فقط أين اهتزت نظرته و لكنه عاد إلى لا مبالاته و قال: لم افهم...اشرحي أكثر.
نظرت إلى امها لتجد أن الأخيرة تنظر اليها بنظرات فضولية و كأنها تؤكد جملة والدها لتكمل هي بتنهيدة:شهاب يملك اخا أكبر منه....في الحقيقة هو لم يخبرنا بذلك من قبل لأن الفرصة لم تسنح و كذلك لأن أخيه دائم السفر بحكم عمله و لا يلتقيان سوى مرة كل ثلاث أو أربع سنوات ..
نيرمين بتساءل: أي نوع من الاخوة هذه؟ و أي نوع من العمل لا يسمح لاخ أن يرى أخيه على الأقل مرة كل شهر أو شهرين؟
ميرا بإبتسامة صغيرة و هي تنظر لأمها : صدقيني كان هذا نفس كلامي....أعادت نظرها إلى والدها و أكملت: إن أخيه طيار...لذا يجد صعوبة في لقاءه....المهم ليس هذا ...المهم هو ...سكتت تقضم شفتها السفلى بتوتر و هي حركة فطرية تفعلها كلما توترت أو احتارت ...
مجيد بريبة و إحساسه يخبره أن القادم لن يعجبه : المهم ماذا....ميرا؟
ميرا بارتجاف: ابي....اخاه....أقصد اخ شهاب...مريض...أعني مشلول ...و هو...بحاجة إلى مساعدتي شخصيا.....ثم خفت نبرة صوتها لتقارب الهمس و هي تنكس رأسها خوفا منه :و من أجل ذلك يجب أن أقيم معه في المنزل لاشرف..على حالته...
YOU ARE READING
عندما يعشق الشيطان (the black love ) (قيد التعديل )
Romanceتربع على عرش العالم السفلي..عالم القذارة و الشياطين ..عالم هوائه مخدرات و مائه دماء..الزعيم لأكبر مافيا في العالم..الزعيم الذي يسقط أمامه اعتى الرجال ..الزعيم القاسي و البارد..الشيطان الأسود. في عالم آخر مليء بالأحلام الوردية و البراءة التي لم تلطخ...