الفصل التاسع عشر

1.3K 59 0
                                    

• • بعد مرور أربعة أشهر • •
وسط أرض خضراء شاسعة كلها شجر.. كيتسمع صوت منتظم و مطرب لمحبي الأحصنة.. حصان عربي أصيل كيجري مسابق مع الريح و على ظهرو فتاة ذات ضفيرة بنية طويلة.. كتحرك بانسياب على ظهرها فكل حركة.. عينيها الواسعين الي لونهم يحاكي خضرة الطبيعة الي دايرة بيها مركزين فالأمام..
كانت باينة مهارتها فركوب الخيل من شدتها المحكمة بيد وحدة و تحكمها فيه.. بعد لحظات تخففات سرعة الحصان حتى وقف قدام الدار.. مررات يدها على ظهرو بحنان كأنها كتشكرو.. يالاه كانت غتنزل و هي تلمحو هابط مع الدريجات العراض..
لابس ڤيست رمادية مع سروال أسود و حذاء طالع.. شعرو مصفف بعشوائية و عينيه مجبدين و لونهم البني بارز مع الشمس الساطعة.. لقات راسها كتشوف فيه و هو جاي ناحيتها حتى وقف عند الخيل و حط يدو عليه.. هز أوسمان عينه و شاف فتالاسين الي منتابهاتش لراسها أنها محيداتش عينيها عليه منين كان جاي جهتها..
فاش طول الشوفة فيها ارتابكات و بعدات عينيها.. شدات فطرف فستانها باش تهبط كيف هزات رجلها حسات بيديه بجوج تحطو عند خصرها من الجناب.. هزها بسهولة و هبطها.. لمسو رجليها الأرض و هي تهز راسها شافت فيه باش يطلق منها و تبعد.. لقاتو كيتأمل وجها بنفس النظرات.. النظرات الي رجعو كيوثروها لدرجة كبيرة..
حيد أوسمان يدو من على خصرها و مدها جهة وجها.. شد خصلة قصيرة من شعرها كانت على عينيها و دوزها خلف وذنها.. حسات بأطراف صباعو كيلمسو بشرتها و هو يحمر وجها بسرعة.. هنا بعدات عليه خطوتين اللور و قالت بجفاء..

تالاسين : شكرا
أوسمان : خرجتي اليوم بكري قبل متفطري ؟
تالاسين : مكانش فيا مياكل و كنت مخنوقة
أوسمان : مزال مافطرت، كنت كنتسناك
شافت فيه تالاسين و بدا يداعب داك الشعور الغريب معدتها.. تقريبا شي ثلاث ساعات و هي خارجة كانت متوقعة يكون فطر و خرج.. لكنو تسناها كيف العادة.. مؤخراً مكيبغيش ياكل شي وجبة و الا و كانو بجوج.. كانت تحجج بأي حاجة غير باش متجمعش معاه فطبلة وحدة.. حتى سمعات من نجمة أنه منين كترفض تاكل حتى هو كيدير بناقص..
و رجعات فهاد الأواخر تاكل معاه الوجبات الي كيكون حاضر فيهم.. غالبا الفطور و العشا.. قالت تالاسين و هي متاجهة لعند الحصان باش دخلو..
تالاسين : خاص نديه لبلاصتو
أوسمان : ' شدو من عندها ' غير دخلي غنعيط على عباس يدخلو
تالاسين : ' بقات واقفة '
أوسمان : مغاديش دخلي
تالاسين : بغيت نشوف سي عباس و نوصيه على
أوسمان : ' قاطعها ' داكشي الي باغية تقوليه ليه قوليه ليا أنا نوصيه ' كيشوف فدرعانها الي معريين ' دابة دخلي للدار

تالاسين شافت فيه باستغراب و تمات غادة.. حتى دخلات عاد عيط أوسمان لعباس و طلب منو يدخل العاود.. توجهات تالاسين لصالة الأكل.. الي فيها طبلة كبيرة مستطيلة من الخشب الفاخر و دايرين بيها كراسا.. كان تصميمها كلاسيكي أوروبي كباقي الأثات الي فالدار..
الشيء الي لاحظاتو تالاسين بعد رجوعها للمزرعة.. جاها كلشي غريب و مختالف على لفراش الي ولفات فدارهم.. ديك البساطة و النوم فالأرض و ريحة التراب وسط الدار.. أول مرة مكانتش منتابهة لهاد التفاصيل الي لاحظات مع مرور الوقت و هي متواجدة فهاد المكان..
ماقدراتش تولف و الي كان مخفف عليها هو كلما حسات بالضيق كتخرج و تسرح رجليها بين الحقول الي ملكية خاصة و تابعين للمزرعة.. او كتاخد واحد من الأحصنة تركب عليه و تجول بيه لساعات.. أول مرة دخلات للإسطبل تصدمات من الخيل الي موجودين.. موالفة فالقرية كل دار فيها عاود أو بغلة وحدة.. و كاين الي معندهمش لثمنهم المرتفع..
و معروف كيهزو عليهم الحطب الفصة و كيستعملوهم فشحال من حاجة.. ولفات تركب على العاود الي كان عندهم من صغرها و مكتخافش منهم.. لكن فاش شافت الخيول و شكلها المرتب تعجبات و استغربات أكثر فاش عرفات أنهم هنا غير للركوب.. بدات كتردد على الاسطبل شحال من مرة حتى قالت ليها نجمة ممكن ليها تاخد واحد فيهم فجولة و ان موسيو أوسمان مغاديش يمانع..
اختارت تالاسين الحصان الي كيشبه لداك الي عندهم.. جهزو ليها عباس و ركبات عليه.. فالاول كانت كتكتافي بجولة صغيرة و غي كتمشا بيه حتى رجعات كتركب بمهارة يوم بعد يوم..

فُنــون الحَــربWhere stories live. Discover now