الفصل الخامس و الثلاثون

1.1K 42 5
                                    

تمشى بين الشجر يديه فجيب المونطو و الشال مغطي نصف وجهو.. الشمس غربات قبل دقايق و السما رجعات حمراء اللون.. كيف العادة دار جولة فالحقول و تأكد أن العمال دايرين خدمتهم و أن حتى غريب ما وصل لهاد المنطقة..
بعدها رجع فاتجاه الكوخ.. وقف فاش لمحها جالسة جنب باب الكوخ فوق كرسي خشبي عريض.. مكمشة فمعطفها و عينيها مطلعاهم الفوق كتشوف فالسما.. تحرك بخطوات هادئة طلع مع الدريجات و جلس جنبها فوق الكرسي..
هز بدورو راسو فديك اللوحة الحمراء الي كتوسطها غيوم رمادية مشكلة أشكال كل واحد و شنو كيشوف فيهم.. مر وقت حتى واحد فيهم متكلم حتى بانت ليه وقفات.. تبعها بعينيه و هي باغة تحل لباب.. وقف قرب عندها و قال..
محمد : تالاسين
تالاسين : محمد تصبح على خير
محمد : منقدرش نمشي و نخليك، خاصة بعد الي وقع اليوم
تالاسين : ' ضارت عندو و قالت ' ماوقع والو، غير حينت مكليتش جاتني السخفة
محمد : ماشي غير اليوم، ديما ماكلتك ناقصة و بعد المرات كتنساي راسك حتى كنجي نفكرك فشي حاجة سميتها الماكلة، راك حاااملة و داكشي الي فكرشك كيعاني معاك، لإمتى غتبقاي على هاد الحااال
تالاسين : عفاك عيت و بغيت نعس
محمد : دخلي نعسي و أنا غنبقى هنا
تالاسين : لاااا ميمكنش تبات هنا، شنو غيقولو عليا الناس
محمد : الناااس.. ! شكون مسوق ليهم، مكيهمني حد من غيرك نتي
تالاسين : انا كيهمني امحمد
محمد : اوا تزوجي بيا
تالاسين : ' شافت فيه بذهول ' شنو قلتي !!!
محمد : ' قرب عندها و قال بهدوء ' تزوجي بيا و ديك الساع حتى واحد ميقدر يحل فمو، و غنقدر نعتاني بيك و نكون جنبك
تالاسين : ' شحب لونها و بانت نظرة حادة فعنيها ' واش تسطيتي، كيفاااااش طلب مني الزواج و انا مرا مزوجة
محمد : ' تغيرو ملامحو الهادئة بسرعة ' كنتي مزوجة، كنتي قبل ميموووت
تالاسين : ' خرجات فيه عينيها الي رجعو حمرين و قالت بصوت عالي ' رااااجلي ماماتش راجلي بااااااقي حي
محمد : ' كيحرك فكو المصلب بثقل ' كلشي عارف أنه مات هو و مو فداك الانفجار، غير نتي الي طول هاد المدة عايشة فوهم و كتسناي شخص عمرو غادي يرجع
تالاسين : ' حابسة دموعها بزز ' اوسماان باقي حي كتسمااااع باقي حييييييييي

مع صرخات بآخر كلمة على حر جهدها حسات بالضبابة نازلة على عينيها.. ركابيها ترخاو و جسمها مشا و جا.. لولا يد محمد الي شدات فيها كانت طاحت فاش جسمها كولو تخدر فجأة.. بخفة هزها بين يديه و دخلها..
داها مباشرة لبيت النعاس و حطها فوق السرير.. كانو عينيها نصف مسدودين.. غطاها مزيان و خرج كيجري جاب الما.. بغا يعطيها تشرب و هي تنطق بصوت خافت..
تالاسين : خرج، بغيت نعس
محمد : ' شاف فيها مطولا ' عارف قصحت معاك فالهضرة لكن قلت غير الحقيقة الي عارف كلشي، نتي كتألمي و قلبي كيتألم معاك، منقدرش نبعد و نتي محتاجة ليا، و مغادي نستسلم حتى تقبلي نكون سندك

دار و تم خارج.. كيف سمعات لباب تسد حلات عينيها الي كانت مكمشة عليهم و هي كتسمع لكلامو.. بقات مستلقية على ظهرها و يدها على بطنها الي رجعات تشك واش عايشة حياة داخلها.. من هدوء ابنها الي مكتحسش بيه..
من داك اليوم الي مرجعش فيه أوسمان تقلبات حياتها و رجعات كأنها حاصلة فحلقة سوداء..  بكات بالليل و النهار، صرخات و انهارت ما مرة ما جوج.. كلما ردد شي واحد فيهم كلمة الموت مرفوقة بإسمو كانت تنهار حتى كيقولو غتمشي هي و الي فكرشها.. اختابرات ألم من درجة ثانية.. عمرها تصورات تحس بأضعاف الي حسات فاش ماتت جداها و خالها..
بعد ماوصلها الخبر.. قلبها تمزق لأشلاء و أحشاءها تقطعو من الألم الي حسات بيه.. و بعد داك الكم ديال البكاء الي استامر لأيام.. تقلبات حالتها بشكل مخيف.. رجعات هادئة صامتة طول الوقت.. كدخل فموجات من السهو بدون متحس بلي داير بيها.. لدرجة خلعاتهم عليها..
فاطمة و ميرا الي بدورها الخبر دمرها.. مفارقوهاش و كانو معها اغلب الوقت.. مر الشهر الاول و الثاني و الثالث و هي كداك الشخص المنوم.. كتاكل و تنعس بدون إحساس او شعور.. رجعو البقية لحياتهم اليومية و حاولو يبعدوها على المكان الي غيذكرها بيه..
لكنها رفضات بشكل قاطع تغادر الكوخ.. كانت جملتها الوحيدة هي « مستحيل نخرج من داري بلا خبار راجلي » صدمهم ردها و هنا عرفو انها ماقدراتش تقبل موت أوسمان.. خلاوها على خاطرها و رجعو يتناوبو فالمجيء عندها.. لكن محمد كان يزورها كل يوم.. فلول رفضات مجيؤو المستمر لكن من بعد مبقاش اهتمات..

فُنــون الحَــربOnde as histórias ganham vida. Descobre agora