الفصل العاشر : أعدك بذلك

31.7K 1.7K 58
                                    

الهروب من الموت ، هذا ما يفسر تصرف مارلين ، لكن عندما يكون الموت قدرا محتما فلا مفر منه ، لأنه سيجدك مهما حاولتي الهروب و الاختباء ، متخذا أشكالا مختلفة ، لا تدركين ذلك ، لكنك ستفعلين حين تقفين أمامه وجها لوجه

**********

رمقها بنظرة ساخرة و كأنه لا يستوعب ما تتفوه به ، أما مارلين فنظرتها كانت واثقة و سرعان ما تلاشت ثقتها عندما بدأت بسرد تفاصيل الخطة ، و قد أعادت صياغتها مرات عدة و حاولت إخفاء إرتجالها لحد كبير لكن محاولاتها باءت فاشلة ، لم يبدو على مارت أنه مهتم بما تقول ، إلا أنه بدى مستمتعا لحد ما بمحاولتها في إيجاد خطة سريعة للإخراجه من السجن و حماسها لذلك ، رفعت رأسها نحوه بعد إنتهاءها من وضع بعض الرموز على ورقة كدليل للخطة ، فتحت شفتيها لتشرح ماهية الرموز لكنها أطبقت فمها بإستياء بعد ما لمحت ملامحه الساخرة وضعت الورقة جانبا
_ مارت ، يجب أن تثق بي ، سأخرجك من هنا
_ مع خطتك البائسة تلك .. ، توقف قليلا ليضحك بسخرية و أضاف قائلا : لا أظن ذلك
نهضت لجانب النافذة
_ لا أظنك تنتظر خطة كخطط مايكل سكولفيلد
_ أريد خطة عملية فقط
_ إن خطتي كذلك ، يحب أن تسايرني في الأمر
لم يجب فأكملت قائلة
_ أجل ، أوافقك الرأي من الصعب الهروب من السجن ، لكن الأمر مختلف لن تهرب من زنزانتك للخارج بل ستخرج من عيادتي للخارج ، أنظر مارت المرر بين عيادتي و المستوصف لا يوجد به حراس ، ما عدا حارسين أمام البوابتين سنهتم بأمرهما ، سيدلنا المستوصف للمستودع ، يقبع في الطابق التحتي من السجن حيث يوجد المرآب المشكلة التي ستواجهنا أن سيارتي تحطمت بالتالي يجب أن نتصل بمحاميك و يجب ان يجد طريقة ليسمحوا له بإستعمال المرآب بعد ذلك سيترك السيارة مع المفتاح وينصرف ..
قاطعها
_ الجزء الاول من خطتك حاولت إستعابه لكن الأمر ينتهي عند المرآب ، لن يسمحوا له بالذخول و أنت تدركين ذلك جيدا
_ لنجرب حظنا ، أضمن أن ..
قاطعها مرة اخرى بصوت أكثر حدة
_ لا أريد سماع حماقتك مجددا ، لا تدركين خطورة ما تتورطين به
_ أتريد إمضاء حياتك متعفنا هنا !
_ سأخرج عاجلا أم آجلا ، فقط أنت لا تتذخلي في الامر
بعد خروجه رفقة الحراس ، جلست مارلين بمرارة ، أرجعت رأسها للخلف و سحبت جسدها نحو النافذة ،
_ سأخرجك من هنا ، سيكون الحظ حليفنا

__________

في صباح يوم غذ ، تسترجل مارلين من سيارتها الجديدة سوداء اللون ، فاخرة الطراز بعدما ركنت سيارتها ذاخل المرآب ، حذائها ذو الكعب العالي يترك صدا أكثر حدة بسبب فراغ المكان ، لمحت بوابة المستودع بنظرة جانبية و قد تعمدت ركن سيارتها بمقربة منه ، أكملت سيرها بثقة نحو المذخل الرئيسي ، ابتسامة خفيفة على محياها تلاشت تدريجيا عند سماعها لصوت المدير ينادي لها التفت له وظلت مكانها تنتظر تقدمه نحوها ، بدى وجهه مكفهرا متجهما لكنه قال بصوت ودي
_ سيدة مارلين ، تسعدني رؤيتك
_ وهل يوجد سبب لذلك ؟
بدى مذهولا من ردها الوقح لكنه تداركه بابتسامة مصطنعة زائفة
_ بالتأكيد نسعد بوجود موضفات مجدات مثلك هنا
اكتفت بالنظر إليه نظرة مفادها كفاك هراء
و بعد مدة من الصمت وتبادل النظرات ، أشار لها بالذهاب لإستئناف عملها ، فالتفت أدراجها بدون ان تنطق بكلمة
ذخلت مكتبها و رمت سترتها الضيقة فوق كرسيها ، لا تستطيع التراجع فقد ذخلت الامر الان ، و قد صممت على إتمامه مهما كلفها الأمر ،
استدعت أحد الحراس ليحضر مارت وقد أوضحت سبب ذلك رغم أن الحارس لا يهمه الامر ،
عادت لمكتبها تحاول تهدئة نفسها ، مرت بليلة عصيبة ، ما جعل أعصابها تتلف
ذخل الحراس برفقة مارت و قد بدى مقطب الوجه ، لولهة ظنت أنه سيفصح ما تنوي عليه للحراس لكنه لم يفعل ، إنصرف الحراس فأسرعت نحوه لكنه استبقها بالقول
_ لا تبدأي مجددا !
_ تجاوزت مرحلة البداية منذ وقت طويل ، أنا الان ذاخل الامر
_ لن تتورطي في ذلك
_ ألم تكن أنت من تقرب مني من أجل أن أساعدك ؟
ضحك الى أن أغلقت عيناه من الضحك
_ هل تظنين أنني قبلتك لكي تخرجيني من هنا ؟
احمرت وجنتا مارلين و قالت
_ ألم تفعل ؟
_ أجل ، في بادئ الأمر خططت لذلك ، لكنني قررت ان لا أورطك في الأمر ، لدي طرق أخرى لأخرج من هنا
صمتت لولهة فقد بدى من كلامه أنه مصمم على عدم إقحامها في الأمر
قالت متجاهلة ذلك
_ تحدث البارحة الى محاميك ، السيد الكس و قد شرحت له الخطة بتفاصيلها و قد وافق عليها ، و استعرت منه إحدى سياراته و قمت بركنها بنفسي ذاخل المرآب قرب باب المستودع ، و سنخرج الان من هنا
_ لا بد أنك تمزحين !
_ إن كنت تريد حمايتي فعلا ستتبع ما أقول و ستتثق به ، أنا متورطة بأمر أخطر من محاولة تهريب مجرم من السجن
_ و فيما متورطة ؟
_ لا وقت لدينا لشرح ذلك ، تبقى أمامنا نصف ساعة لإنتهاء حصتك ، و لا أظن أنني سأستطيع النجاة بحياتي غذا لأعود من أجلك
بعد مدة من التفكير سألها قائلا
_ كيف سنتخلص من الحراس أمام الباب ؟
كان سؤاله بمثابة موافقة فاتجهت مارلين لمكتبها و أخرجت علبة إبر و بعض الأدوية ،
_ سأنادي على الحراس و ستقف أنت خلف الباب ، ستقوم بخنق أحد الحراس فور ذخوله و سأقوم أنا بحقن الاخر
نظر إليها بغير تصديق
فتداركت موقفها قائلة
_ لن تخنقه للموت ، أفقده وعيه فقط بعدها سأحقنه هو الأخر لنتأكد بأنه لن يستيقظ إلا بعد خروجنا من هنا ،بعد ذلك سترتدي زي الحارس و سنخرج من العيادة بحذر نحو المستوصف ، لا يوجد حراس في الممر لكن قد نصادف أحدهم إن تعرف عليك ستقوم بخنقه قبل أن يقوم بأي حركة تفسد خطتنا ، و سأحقنه بمخذر ، المستوصف لا يفتح الى من طرف العاملين به ، لذلك لا يوجد حراس به ، لدي بطاقة الذخول ، سنحاول قدر الامكان تفادي مكتب الطبيب لا أريد أن يتم كشفي من قبله ، بعدها سنكون ذاخل المستودع ، المشكل الوحيد أنني لا أملك مفتاح المستودع و أظنك ستتكلف بذلك لقد تأكدت بأن بوابته غير متصلة بأي شبكة بالتالي تكسيره لن يحدث أي ضجة ، هكذا نصل للنهاية ، ستذخل صندوق السيارة و ما هي الا دقائق لنكون خارج السجن ، أخبرني محاميك أنه سيتكلف بباقي الأمر ، لكن قبل هذا ، ستعدني بأنني سأظل معك و لن تتخلى عني لمجرد خروجك من هنا ،
كان يصغي جيدا لخطتها و قد بدت جيدة و عملية لحد ما ، استوقفته كلماتها الاخيرة ، وقد بدى مترددا في ذلك ، فأعادت كلامها
_ أتعدني بأنك لن تتخلى عني و ستوفر لي الحماية ؟
نظر إليها مليا وقال
_ أعدك بذلك
تنهدت بارتياح
_ حسنا إذنا ، حظا طيبا لكلانا ، اختبئ خلف الباب لأنادي الحارس

الوحش : The Beast Where stories live. Discover now