الفصل الثامن عشر : سحر الموسيقى 18+

31.3K 1.2K 205
                                    

كانت كلماته منطقية لحد كبير ، و مرارة صوته تضفي طابعا حزينا على كل حرف ينطق به ، صدقت مارلين دافعه دون أن يراودها شك في مصداقية كلامه ، لكنها لم تجد دافعا لتخبره بما تعرفه كما طلب منها و إختصرت كلامها في التأسف لما حصل له والتزمت الصمت ورغم إلحاحه لمعرفة كيف اكتشفت أمر الكولونيل عزمت على صمت ، فلا شيء يضمن لها بأنه لن يتخلص منها كما فعل مارت من قبله بمجرد أن يحصل على مبتغاه ، فهي تشكل عرقلة لعمله و سيكون التخلص منها الحل الأريح بالنسبة له ، وعدها بأنه لن يتخلى عنها ، لكنها كانت قد تجاوزت فترة تصديق الوعود ، و أخبرته بأنها ستخبره بكل ما تعرفه فور حصولها على بطاقة سفر و هوية جديدة ، لم يبد رد فعل مبالغ إثر طلبها ، لكنه لم يكن راضيا عنه تمام الرضى .
كانت تحتاج للاستلقاء فبعد كل ذلك الركض ، تشنج جسمها و تصلب ومع كل حركة تقوم بها تشعر بالألم ، كان جسدها لا يزال مليئا بالكدمات و بعض الجروح جراء ما فعله بها ، لكنها استعادت عافيتها وهذا الأهم بالنسبة لها ،
أمضت يومها ذاخل غرفتها ، رأسها أسفل السرير و جسدها مرفوع للأعلى ، تتأمل السقف الوردي المزين بنجوم بيضاء لامعة ، تتضارب الستائر فيما بينها جراء النسيم المتدفق من النافذة ممزوج بخطوط الشمس المودعة التي تضفي القليل من الضوء للغرفة المعتمة .
فتح هنري باب الغرفة ، ليجدها في وضعيتها الغريبة تلك ، ساقيها فوق السرير عاريتين ففستانها منسدل نحو رأسها للأسفل ، ما إن لاحظته حتى نهضت بفزع لتفقد توازنها و ينكب جسدها بأكمله أرضا ، أسرع إليها محاولا إمساك نفسه من الضحك و قال
_ هل أنت بخير ?
_ أجل .. إنني بخير , قالت بشيء من الخجل ويداها لا تزال ممسكة بيديه
ران الصمت بينها فجأة ، ينظران لبعضهما بغرابة ، فأردف هنري قائلا مبررا سبب إقتحامه لغرفتها
_ أتيتك لأتفقدك
أرجعت شعرها للوراء بخفة وهي تنظر للسرير بجانبها
_ لا أنوي الهروب بعدما حدث
قاطعها بنبرة مرحة
_ كنت أقصد تفقد نومك
شعرت مارلين بالدماء تتدفق نحو وجنيتها ، اكتسبت هذه العادة منذ صغرها ، كلما شعرت بالخجل أو تفوهت بكلمة في غير محلها إحمر وجهها خجلا بشكل مبالغ
أجابته بتوتر
_ مع كل هذا الصخب لا أستطيع النوم
هز رأسه متفقا معها
_ وذلك ما ظننته ، إنه مهرجان محلي يقام سنويا ، يستمر أربعة أيام متتالية ، لكن يوم الافتتاح فقط من ترافقه الاحتفالات الموسيقية الراقصة أما باقي أيام المهرجان تمر في هدوء تام
بدى على مارلين ملامح الاعجاب و الاهتمام و هي تنصت إلى حديثه ، و تشوقت لمشاهدة الاحتفال فلم يسبق لها أن عايشت حدثا مماثلا ، فلندن تختلف كثيرا عن أي مكان في اسبانيا حيث الرقص والموسيقى أجزاء لا تتجزء من النشاطات اليومية للسكان
_ يبدو ذلك رائعا .. ألن تشارك في الاحتفال ؟
_ كنت أفعل ذلك في مضى
أومئت بخفة و التزمت الصمت ، لا تريد الخوض في نقاش تعرف ماهيته وإلى أين سيؤول
ران بينها الصمت مجددا ، صمت رهيب خلق جوا غريبا مسدت مارلين فستانها مرات عدة لتتحاشى النظر إليه منتظرة إياه التفوه بما يريد التفوه به ، فقد لاحظت مضغه للكلمات بطريقة متكررة ، رفعت رأسها نحوه تواجه نظراته التي تنغرس في وجهها
_ أتريدين مشاهدة العروض ؟ إن شرفتي تطل على الساحة حيث تقام الاحتفالات
من خلال تردده الملحوظ فهمت أنه لا يرغب بذلك فعلا لكنه يريد ان يخفف التوتر بينهما و يظهر بعض الود نحوها ليكسب ثقتها ، وجدت عرضه فرصة جيدة لتتخلص من التصلب الذي يعتري جسدها كلما نظرت إليه ، رغم أن تردد صدى السوط على جسدها لا يزال يتردد على مسامعها كل ليلة .

الوحش : The Beast Where stories live. Discover now