الفصل الأخير : مارلين ألبرت

36.3K 1.7K 590
                                    


ليلة عاصفة ماطرة ، كانت تستطيع الشعور برعشة البرد القارص حتى ذاخل زنزانتها ، إنكمشت على ذاتها تحاول النوم لكنه جافاها ، صوت نبض قلبها يعلى مع إقتراب صوت أقدام تتجه نحو زنزانتها ، كانت الساعة تشير للثالتة فجرا ، لا تزال بضع ساعات قبل محاكامتها الأخيرة ليتم نقلها لسجن ضخم خارج المدينة ، فتح باب زنزانتها فقفزت من مكانها لتعرف ما الأمر ، لكن الحارس رحل بدون أن يتفوه بكلمة تاركا البوابة مفتوحة على مصرعيها ، خرجت من الزنزانة بحذر تتبع أثره ، كان الظلام مخيم على الأرجاء ، لا تكاد ترى أين تسير ، تتبع خطاه فقط من خلال الانصات لصوت حذائه ، تبعته لنهاية الممر ، حيث إسطفت الزنزنات الجماعية ، إنعطفا يمينا نحو جهة المكاتب الادارية ، توقف عن السير لتتوقف هي الأخرى ، تنظر إليه بإستغراب
_ أسرعي ، يوجد من ينتظرك عند نهاية الرواق
نظر إليها بتمعن قبل أن يعود أدراجه مسرعا ،
ترددت قبل أن تخطو أية خطوة للأمام ، قد يكون فخ و قد تلقى حتفها ، لكنها لا تستطيع البقاء متسمرة مكانها ، تراجعت تعود أدراجها ، لكن غريزتها أخبرتها أن تستكشف الأمر ، قد تكون فرصتها للهرب من مصيرها فبعد الغذ لن يكون باستطاعتها الخروج من زنزانتها أبدا
تحلت بالشجاعة و مشت بحذر ، تنظر حولها ، جرها أحدهم من يدها بعنف و أغلق فمها و همس بمقربة من أذنيها
_ السيد رايس يريد رؤيتك ، لا تقومي بأي حركة خاطئة
شعرت بشيء صلب حاد يخذش عنقها فجمدت مكانها ملتزمة الصمت

يجول مارت مكتبه مجيئا و ذهابا ، غاضب ، من رفضها لمساعدته بطريقة لئيمة ، رغم أن ألكس حاول إيصال رسالتها بطريقة لطيفة
قد يكون ما فعله خطيئة كبرى ، لكنه مستعد لتداركها بأي طريقة ، لتسامحه فقط ، حتى و إن رفضت العودة إليه
كان مستعدا لتبني الجرم من أجلها ، لكن في قرارة نفسه يدرك أنها لن تسمح له بذلك ، ما سيزيد الطين بلة فقط
وصله بريد إلكتروني ، كان ينتظره ، و ما إن رأى إسم المرسل حتى قفز من مكانه يتصفحه
إرتسمت إبتسامة على محياه ، إبتسامة نصر ، كلفه هذا الأمر قرابة مليوني دولار ، بريد من الخزينة السويسرية حيث تخزن أسرار الدول ،
تفحصها بتمعن ، كان مندهشا مما يقرأه ، مصدوما من فضاعته " تجارة في الأطفال " و " قتل أناس مدنيين " و جملة أخرى من الفضائح اللاذغة تحت رئاسة الكولونيل رايس

كل جندي يعترض على أوامره يلقى جزائه من قتل و تشويه و تعذيب من ضمنهم السجين إدوارد

قاطعه صوت ألكس ، لم يلحظ ذخوله فقد كان منغمسا في صدمته ،

_ لقد وجدت دليلا يبرئ مارلين ، حصلت على تسجيل الكاميرا الحقيقي

ترجلت مارلين من السيارة ، دفعها بقسوة لتسير أمامه ، يسيران نحو قصر فخم لكنه مخيف لحد غريب ، ربما بسبب موقعه ، يقبع في مكان خالي من أي تواصل بشري ، تحيط به شجيرات الصفصاف ، عند المذخل توجد نافورة كبيرة متسخة ، و إستطاعت أن تلحظ خيوط العنكبوت التي تلفها من جميع الجوانب ، فتح الباب فور وقوفهما أمامه ما يدل على أنهما مراقبين ، فخامة القصر تتجلى في ذاخله ، أثات كلاسيكي فاخر و لوحات فنية رائعة ، و ثريات تتدلى مثل اللؤلؤ ، توقف الضخم عند المذخل ، و إتجه نحوها الخاذم يطلب منها أن تتبعه إلى مكتب الكولونيل
تبعته صعودا على الدرج ، قرع باب إحدى الغرف ، وجاءت من الذاخل كلمة " تفضل " سريعة ففتح الباب و أشار لها بالذخول
قفز العجوز من مكتبه ليحييها بلطف قائلا " حسنا ، حسنا ، هاهي طبيبتنا العظيمة إذن "
تصافحا و طلب منها الجلوس
" أنني مسرور لرؤيتك ، الحق أنك جميلة لحد كبير "

الوحش : The Beast Where stories live. Discover now