اللِـقـاء الـأول ♡.

3.6K 109 290
                                    


الكتب لا تتوقف عن البوح لنا بأسرارها ، نحن نتغافل عن الكثير ، و نحمل هماً عظيماً ، نبكي أحيانًا ، ونفرح أحياناً و نكتشفُ أسراراً  !  ، وهذا ما حملته على عاتقي  .

( مِنْ رواية كويكول ).

نظرتُ لورقةِ قبولي في ( جامِعة ستايل ) بعيون مُتلئلة بالسعادة و أخيراً قُبِلتُ بالجامِعة التي يحلمُ دخولها جميع الطَلبة المُجتهدين لكن أغلبهُم لم تسنَح لهُم الفُرصة ..
كُنت أدرُس كثيراً في السنة الأخيرة لي في الثانوية ، حرصتُ أن أحصُل على علاماتٍ مُرتفعة ، أغلقتُ كُلَّ أبواب المُتعة و التكاسُل تلكَ الفترة لأجل هدفي و هوَ دراسةُ الهندسة المعمارية بأفضلِ جامِعة في البِلاد .
لدي أقتناع تام أن مَنْ يُريد سَيسعى و مَنْ يُريد النجاح بالذات سيتخلى عن المُماطلة، الكسل، النوم الكثير، الثرثرة و الناس.

اليوم سأنتقل مِنْ مدينتي إلى المدينة التي تضمُ بناية
( جامِعة ستايل) لكن لن أقطُن في منزلٍ خاصٍ بي
فَ عائلتي مِنْ النوع الذي يُبالغ بالإهتمام كثيراً.
لِذا سأعيشُ بمنزلِ (السيد جوردن) هو صديق لأبي و للعائلة، أنا ذاتُ شخصية قليلة الأختلاط نوعاً ما فَ لِهذا لا أعرفُ كثيراً عَنْهم فقط أعلم أنهم عائلة مِنْ أب و أم و بنت معَ ولدان
كانوا يزوروننا عندما كُنت صغيرة أو نحنُ نزورهم لكن هذا مضى عليهِ الكثير حتى أني بالكاد أتذكر أشكالهُم، أحدُ الأبناء أسمهُ ( كريستيان ) هو مُقرب جداً مِنْ أخي جوليان الذي كان يزورهم كثيراً قبلَ أن يتزوج.

وضبتُ حقائبي و جمعتُ كُلّ ما قد أحتاجهُ، نظرتُ نظرة أخيرة لغُرفتي قبلَ أن أسحب حقيبتي معَ جسدي مُتجهةً للطابق السُفلي حيثُ ينتظرُني أخي جوليان لنذهب إلى منزِل السيد جوردن.

خطوتُ بخَطواتٍ بطيئة على عتباتِ الدرج، ودعتُ كل تفاصيل غرفتي و منزلي بعينيَّ وصلتُ لغُرفة الجلوس حينَ أنتهيت مِنْ نزولِ الدرج المؤدي إليها مُباشرةً ، فَقلتُ مُعلنةً عن أنتهائي مِنْ تجهيز نفسي : لقَد أنتهيت .

تقدمَ أخي جوليان ليأخِذ الحقائب مِنْ بين يديّ : أعطيني حقائبَكِ لأضعهُن في السيارة .

الآن حانَ موعدُ الفِراق، حقاً إنني اكرهُ لحظاتُ الوَداع وَ ها أنا ذا أقوم بها ومع عائلَتي !

توجهتُ نحوَ أُمي التي أرتسمَ الحُزن على وجهِها الحنون، مددتُ يديّ و لففتُها حولَ عُنقِها لأُعانقها فَبادلتنْي العِناق بغبطة قويةَ .. صلبتُ جسدي كي لا أرتعشُ أمامها وَ لم أكن أُريد البُكاء حتى لا تبكي هي الآخرى لكنها لم تتماسك فبكتْ، شددتُ عليها العِناق أكثر و همستُ لها بمواساة : لا تبكي أمي أنا لن أذهب لأقصى جنوب الكرة الأرضية، هي فقط عدة أشهر في مدينة يستغرق وقتُ الذهابِ إليها أربعُ ساعات !

تدخلَ أبي وابعادها عني ثُم مسحَ قطراتُ الدموع المُنسابة على وجنتيّها : عزيزتي جوليَت دعي الفتاة تذهب لا تجعليها تَبكي وما الذي سيجعلَها تصمُت أذا بكَت ؟! ، و أعدُكِ أني سأخُذكِ لرؤيَتها .

||  الـعسَـلُ بِالـكـستنْـاء || Where stories live. Discover now