بين الغَضبْ و الخَوف ! ..

851 48 380
                                    

يـوم شـتـائـي ☁

صباحٌ جديد مُمتلئ برائحةِ الشِتاء و الأرض الرَطبة، قطراتُ الندى تلتصقُ بالنوافذ كأنها تُلقي تحية الصباح ، جاء شهرُ الملابس الثقيلة و البحث عن راحاتُ الأيدي الدافئة و أحتضانُ أكواب القهوة الساخنة.

فتحتُ النافذة وأمسكتُ بغُصن الشجرة المُمتد مِنْ خلالِها كانتْ أورقُها الخضراء تحملُ قطرات الندى كأن أحدى جنيات دزني قامتْ بوضعِها بُكلِ لُطف عليها، هبتْ نسماتٌ باردة داعبتْ وجهي برقة و جعلت خُصلاتي تتطاير، لكن ملابسي الخفيفة ستجعلني أُصاب بنزلةِ بردٍ لذا أغلقتُها و أتجهت للحمام غسلتُ وجهي و أسناني ثم توجهتُ لخزانتي أخذتُ ملابس شتائية ثقيلة عبارة عن بنطال جينز و كنزة صوف باللونِ الأسود معَ مِعطف طويل باللونِ الرَصاصي يحتوي خطوط سوداء يصل لنصف فُخذي و حذاء ذوق عنق طويل تحت رُكبتي قليلاً أسود اللَون تركتُ شعري مسدولاً ليُدفئ أُذنيَّ، نظرتُ نظرة أخيرة لنفسي في المرآة ثمَ حملتُ حقيبتي وكتُبي وخرَجت.

أغلقتُ الباب مِنْ بعدِ خروجي ، بالتزامُن معي فتحَ كريس باب غرفتهُ كانَ يرتَدي ملابس شتائية أيضاً عبارة عن معطف طويل بلون بُني غامِق و تحتهُ كنزة بيضاء ذو عُنق طويل أبرز لون المعطف لون خُصلاتِ شعرهُ الأشقر ذو الصُبغة العسَلية المُرتبة بعناية ، عيناهُ زرقاء بدتْ كسماء صافية مِنْ الغيوم.

أبتسمتُ لهُ : صباحُ الخير .

تفحصَ مظهري ب عينيهِ ثُم قال بنبرةٍ لعوبة : صباح الجمال.

- بالطَبع فأنتَ اليوم تبدو رائعاً جداً بملابسِ الشتاء.

سرنا نحو الدرج معاً ، عدلَ معطفهُ و ردَ بتفاخُر : أنا دائماً رائِع بكُلِ الفصول !

يا إللهي هل يُمكن لهذا الفتى أن يفوت فُرصةٍ لا يمدحُ بها نفسهُ ! ، ضربتهُ على كتفهِ : أنتَ لا تستحقُ المدِح .

بعثرَ شعري قائلاً : لا صغيرتي أنها الحقيقة و ليس مديحاً ، أعترفي ..

نفضتُ يدهُ بغضب بعد أن جعل شعري فوضوياً : أبتعد عني أيُها النرجسي .

وصلنا حيث يَجلس عمي جوردِن على طاولة الطعام، أنه يملكُ هالةً تشعُ بالقوة و الشباب ، شعره لا يزالُ أسوداً سِوى بعضُ الخُصلات التي نفذتْ منها صُبغة الميلانين ، عيناهُ عسلية مَمزوجة ببعضِ اللون القهوائي ، يمتلُك تلك النظرة القوية و الحادة ، الشبه كبير بينهُ هو بين آرسلاند .

- صباحُ الخير .

- أهلاً أبنتي تعالي أجلسي هُنا بجانبي

قال عمي جوردن مُشيراً للكُرسي الَذي بجانبهُ ففعلتْ، مسحَ على شعري و سأل : كيف تسير الأمور ؟

||  الـعسَـلُ بِالـكـستنْـاء || Where stories live. Discover now