جـامـِعـةُ ستـايـل ..

1K 73 157
                                    


يـــومُ الأثـنـيـن


كانَ صباحاً مليئاً بالتشويق و الحماس الممزوج ببعضِ الأضطراب فهذا يومي الأول في الجامِعة و مِنْ الطبيعي أن أُفكر كيفَ سيكون يوميَ الأول !.

أبعدتُ السِتارة عَنْ النافِذة الكبيرة و فتحتُ أوصادها لتفرُض أشعةُ الشمسِ حضورِها على أرجاء الغُرفة و تنعكسُ على الأشياء المعدنية فتومض بنوعٍ مِنْ النور السحري ، فتحتُ خِزانتي و أخرجتُ ثياباً رسميةً كُنت قَد أخترتُها مُسبقاً لِهذا اليوم الذي طالما ننتظرهُ جميعاً بشوق حين نكونُ طُلاباً نتخبطُ بطفولية و جموح مُراهقة في رحلاتِ المدارِس المُكتضة بالطلبة المُختلفين .

نظرتُ لهيئتي التي بدتْ لي مثالية و رسمية لآخر مرةٍ في المرآة ثُمَّ خرجتُ مِنْ غُرفتي مُتجهةً للأسفَل حيثُ داعبتْ أنفي رائحةُ الخُبزِ المُحمَص ما إن طأت قدمي آخر عَتبات الدرَج ، كانت السيدة تالين قد حضرتْ فطوراً شهياً كالعادة و كان السيد جوردن يترأسُ الطاوِلة و هوَ مُرتدياً بذلتهُ الرسمية ليذهب بعدها لِشركتهُ .

كانَ الحماسُ جلياً على وَجهي حين قُلت بصوتٍ طغى على نبرتهِ الحماسُ أيضاً : صباحُ الخير .

صوتُ صفير لحقتهُ جُملة مُتسائِلة : مَنْ هذهِ الآنسة الجميلة؟

كانَ هذا كريس الذي مرَ بجانبي وهوَ يرتدي بجامتهُ ذات اللونِ الرصاصي و الخطوط السوداء العَريضة مع تِشيرت واسع جداً ، بدى ظريفاً لكنهُ مُضحكاً.

نظرتْ لي السيدة تالين بنظرةٍ حانيةٍ تُذكرني بأُمي : تبدين جميلة كارمن، أحذري الشباب اللعوبين كأبني كريس .

رفع كرس حاجبهُ و سأل مُستنكراً : ماذا تقصدين أمي؟!

حاولَ السيد جوردن تغير الموضوع حتى لا يعلقُ أحداً بالنِقاش و المُشاددةَ الكلامية معَ كريس : لا شيء، هي تقصد الشباب الوسماء مِثلُكَ، فقط أجلس وتناول فطورك ثُمَّ غير ملابِسكَ لنذهب للشرِكة معاً .

مدَ كريس يديهُ وظهرهُ على الكُرسي الموضوع أمام الطاوِلة : بصراحة أبي لا أريدُ الذهاب للشرِكة اليوم ... لا أشعر إنني بخير .

توسعتْ أبتسامةُ الأب ليقول للأبن الذي يدعي المرَض بطريقةٍ تمثيلية فاشِلة لاحظناها جميعاً : هوَ مُجرد شعور و ليسَ كُلُّ شعور حقيقي !.

كُنت أتناول طعامي بهدوء بينما أستمِع للمُحادثة التي جرتْ بينهُما و سادَ عليها تذمُر كريس لكنهُ في النهاية أستسلمَ و شرعَ بتناولِ فطورهِ بهدوء ، نزلتْ ديلا و جلستْ معنا تُشارِكنا الفطور كانتْ تبدو كعارِضات الأزياء بملابِسها الأنيقة على جسدِها الطويل و قوامِها الرشيق ، لم يكُن لدي أدنى فكرة عن طريقة ذهابِنا للجامِعة حتى قالَ السيد جوردن قبلَ أن يُغادر : كريس، أوصِل ديلا و كارمِن إلى الجامِعة ثُمَّ الحق بي للشرِكة .

||  الـعسَـلُ بِالـكـستنْـاء || Where stories live. Discover now