الحلقة الأولى

1.5K 37 15
                                    


في الفجر على شاطئ مانارولا في شمال إيطاليا كانت تقف "مريم" رافعة وجهها إلى السماء مغمضة عيناها تستنشق الهواء بعمق محركة قفصها الصدري الذي ينقبض وينبسط من كمية الهواء الداخلة والخارجة منه ،قد كانت مستمتعة بالهواء الذي يداعب وجنتيها  ويطاير خصلات شعرها في الهواء كذلك الماء الفاتر الذي ينعش قدميها، اعتلاها شعور الحرية والراحة، منسجمة مع تلك اللحظة، لكن بعد دقائق معدودة شعرت بأنفاسه دافئة بجانب رقبتها وصوته مخملي الذي اختلج أذنها، التفتت مبتسمة له، فقاطعها بهمسه مبتسما:
_كنت عارف أنك هنا..... ايه اللي صحاكي بدري أوي كده... وليه مصحتنيش!

ابتسمت وراحت تتأمل عينيه مجيبة بصوت ظاهر فيه السعادة والراحة:
_أنت عارف إني بحب اروح البحر في الفجر وبصراحة محبتش أقلقك عشان انت تعبت من السفر.

طالعها بسخرية:
_  مش عذر مقبول على فكرة.

وضعت يدها على خصرها رافعة حاجبها باستنكار:
_ أنت عايز توصل لإجابة معينة في دماغك صح!

ضحك محاوطا وجهها بكفيه:
_ عايز أوصل أنك مش زعلانة أو مدايقة.

ابتسمت له ببرائة:
_   شاغل بالك بيا أوي أنت.

رفع حاجبه باستنكار:
_ لو مش شاغل بالي بيكي أنت والاولاد هشغل بالي بمين مثلا؟

ضحكت وجذبته؛ ليجلسوا على الرمال المالحة:
_بس واضح أن من كتر انشغالك بينا بطلت تحلل إذا كنا فرحانين أو زعلانين.

تنهد واضعا ذراعه حول أكتافها محاوطها وجذبها له:
_ أنا مش معاكي طول اليوم يا مريم وأنت ممكن في لحظة تدايقي أو يحصلك لخبطة في يومك و تدايقي منها ومتحكليش عليها فعشان كده يهمني اعرف عشان اشوف هتصرف إزاي وارجع الابتسامة على وشك بأي طريقة وبأي تمن.

أطالت النظر  لعينيه مبتسمة ابتسامة واسعة:
_أنا حاليا في قمة سعادتي عشان أنت معايا وجمبي وبتفكر فيا.

ضحك بقهقهة:
_ده معناه في أن في حاجه مدايقاكي صح؟

ابتسمت برضا ونظرت للشاطئ:
_نهائيا مفيش أي حاجه مزعلاني خالص ده أنا هموت من الفرح عشان طلبت مني أن احنا نسافر بمناسبة عيد ميلادي.

قطب جبينه حنقا من جملتها:
_بعد الشر عليكي من الموت...... أنا عارف أنك بتحبي تروحي إيطاليا عشان ذكرياتنا فيها فقولت مش هلاقي مناسبة تانية نفتكر بيها ذكرياتنا هنا غير عيد ميلادك.

ابتسمت بحماس واحتضنته:
_بحبك بحبك أوي يا حازم.

ابتسم وضمها  بقوة إلى صدره وهمس في أذنها: _بموت فيكي يا روح وعمر حازم.

أرخت ذراعيها ووضعت رأسها على صدره محاوطة ركبتيها بذراعيها ثم هتفت بنبرة هادئة:
_دارين وحشتني أوي يا حازم.

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير Where stories live. Discover now