الفصل السابع والعشرون

116 11 1
                                    


أيكون ذلك عقاب من الله على ما فعلته سابقا؟
تجاهلت معرفة أهلها حتى لا تكون عبأ عليهم بماضيها المشين، حتى لو تناسوا هم هي لن تستطيع النسيان، والان الاجابة تأتيها على طبق من ذهب، من استخفت باخبارها اعطتها جمرة جعلتها تتلوى ألما، حسرة، فبعدما تجاهلت المعرفة الان ستصل إلي أمها بمنتهى السهولة، بل ستشاهدها أمامها ولا تقترب منها، بالكاد لو صادفتهم الحياة سيعاملون بعضهم كغرباء ألتقو سويا في مكان عابر، انتهت الحرب الداخلية التي كانت تخوضها مسبقا.

كانت "سيلا" جالسة في شرفتها، ملامحها كملامح تائه، ضل حياته، ضل مستقبله إلى أن سمعت هاتفها يعلن عن وصول مكالمة انتظرتها من ساعات، فأجابت دون تردد متلقية إجابة المتصل بصدمة ارتسمت على ملامحها والارجل فشلت في المقاومة بعدما جثت على ركبتيها والدمع عرف طريقه على وجنتيها مرددة بهمس هستيري:
_أنا بنت آدم فريد..... أنا أخت مريم.... أخت خالد!
..............................................
كان "حازم" يطالع شاشة حاسوبه اللوحي بتركيز بينما هناك من تزعجه بإلحاحها قائلة:
_أنت فين من امبارح يا حازم.... مش بترد على مكالماتي لي.... ولا شكلك كنت مع مريم....

قاطعها بعنف قائلا بغضب:
_اخرسي بقى...... ليلى لو بقى في حاجه بينا في المستقبل يبقى تتكلمي وتعلقي لما اسمحلك غير كده أنت بالنسبالي زي أي حاجه املكها وأنا اللي بتحكم فيها.

وضعت "ليلى" كلتا يديها في خصرها قائلة بحدة:
_هتخسرني يا حازم وللأبد لو استمريت معايا كده.

ارتسمت على وجهه اللامبالاة قائلا ببرود مشيرا للباب:
_ بألف سلامة... العشرة منك بقرش... محدش خسران غيرك.

تراقصت الشياطين أمام عينها، فطبقت شفتيها بقوة وخرجت قبل أن تخسر ما بدأته ذاهبة لمكتبها متوعدة له بابشع انتقام منها إلى أن هدأت وعرفت طريقة اللعب معه، عائدة لمكتبه بعدما تطلعت لمنظرها وهندمت ملابسها وزادت من حمرة شفتيها، فوجدته رفقة "مازن" يتحدثون سويا، فاشار لها "حازم" بالتقدم قائلا ببرود:
_شوفي أستاذ مازن  يشرب اي عقبال ما اعمل مكالمة تليفون وأجي.

رمى "حازم" جملته وانصرف، بينما انتهزت "ليلى" الفرصة متقدمة أمام "مازن" هاتفة بغنج:
_تحب تشرب اي حضرتك؟

تطلع "مازن" لوجهها الفاتن ثوان ثم أردف بابتسامة:
_ على ذوقك.

وقفت قبالته عاقدة ذراعيها على صدرها قائلة باعجاب:
_على فكرة أنت أحلى بكتير من الصور اللي كنت بشوفها ليك على النت.

رد على جملتها بغمزة ماكرة قائلا:
_أنت مركزة ولا اي؟

ضحكت بخفة قائلة:
_مش أنا بس اللي مركزة ده كتير اوي اللي مركزين بس أنت عامل مش واخد بالك.

قهقهة "مازن" بخفة قائلا بمكر:
_أنا مش بركز غير على الحلوين.

فركت يديها بتوتر مصطنع قائلة بخجل:
_ هعتبر نفسي من الحلوين.

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang