الفصل التاسع عشر

119 10 3
                                    


عودة للماضي....................
كان "ألڤين"ممسكا بكأسه، ويترنح يمينا ويسارا به، حيث سيطرت عليه حالة الثمل بشكل واضح بعدما أسرف في إحتساء الخمر، أخذ يدندن ويضحك بشكل هستيري، رغم عدم وصوله إلى فقدان عقله بالكامل إلا أنه كان يغني ويضحك احتفالا لما وصل إليه من أهداف، ظل يتمايل على أنغام الموسيقى لوقت ليس بطويل إلى أن طالع ساعة الحائط المعلقة باستغراب، فقد كان منتصف الليل قد حل ولم تأتي من كان ينتظرها إلى أن سمع باندول الساعة الثانية عشر يدق وقتها سمع جرس الباب يرن، فتهللت أساريره بعدما اعتقد أن الطارق هي من سيلهو ويبعث معها، ضغط على الزر الذي يقوم بفتح الباب آليا دون أن يتحقق من هوية الطارق،وسمع صوت خطوات على السلم، ففرك كفيه بنصر بعدما شعر باكتمال نصره، ولكن لم تدخل أية فتاة بتاتا رغم سماعه خطوات على السلم، فعقد حاجبيه استغرابا وفتح باب غرفته وراح يفتش في أرجاء المنزل الخالي عن الشخص الذي فتح له الباب، فلم يجد أحد وعلى أثر ذلك اشتعلت عيناه غضبا، وعاد سريعا إلى غرفته كي يحضر سلاحه، وأخذ يتمتم بكلمات غير مفهومة، إلى أن شعر بوخزة مؤلمة في رقبته أدت إلى تشوش رؤيته في الحال وسقوطه أرضا، ولم يستيقظ بعدها إلا عندما انقضت مدة المخدر، فوجد نفسه مقيد الأيدي والأرجل، وملقى على الأرض، فأخذ يقاوم أربطته بقوة إلى أن سمع صوت أنثوي يردف بضحكة مكتومة بالإيطالية:
_ما كل هذا يا رجل؟، لقد مللت من انتظارك حتى تستيقظ لكن لا بأس ها نحن ذا.

زمجر "ألڤين" بغضب بعدما نالت منه من يجهل هويتها، فهدر بعنف قائلا:
_من أنت؟، وماذا تريدين مني؟

تقدمت أمامه بعدما كانت تقف خلفه بزيها الجلدي الأسود الذي ظهرت به في المقطع المصور (الڤيديو) وطالعته بنظرة بحدة قائلة بنبرة عتاب مزيفة يشوبها السخرية :
_عيب عليك يا رجل، قد كلفت كل من لديك في الوكالة كي يمسكوني ولا تعرفني، ولا تعرف ما أريده منك، هكذا أنا حزينة.

لمعت عيناه بالشرار غضبا بعدما رأها، فعاد يقاوم أربطته بقوة كي يهجم عليها مردفا بغضب:
_سوف أجعلك تدفعين الثمن أيتها الحقيرة.

علت ضحكتها المجلجلة، مردفة بعدها باستنكار:
_أدفع ثمن ماذا يا ألڤين؟  القاتل الحقيقي هو أنت وليس أنا، وحتى لو كنت أنا القاتلة لن أدفع الثمن أتعلم لما؟

أكملت جملتها وهي تهبط لمستوى وجهه كي تردف بصوت منخفض كالفحيح:
_لإن أخيك سلب مني روحي، فأقل معروف أرده له بأن أقتله، لكنك سبقتني وفعلتها.

قالت جملتها الاخيرة وهي قابضة على عنقه بقوة،فقاومها الاخر، فأمسكت بتلابيبه عندما صرخ في وجهها قائلا:
_إذا ما علاقتي أنا يا امرأة؟

أجابت بنبرة حادة، ضاغطة على عنقه بقوة:
_تؤسس مؤسسة حقيرة كهذه وتقول لي ما علاقتك؟ لو لم تكن هذه القذارة المسماة بالوكالة موجودة لما سعى أخيك الحقير قتل أمي كي ينتقم من شريكه.

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير Where stories live. Discover now