الفصل التاسع والعشرون

123 10 1
                                    

مسودة 29
_من ساعة ما رجعت البيت وأنت بتتجاهليني يا خلود.
تلك كانت عبارة "آدم" للجالسة أمامه تحتسي الشاي في شرفتها غير معتبرة بما حولها.

أكملت "خلود" النظر حولها، فجلس "آدم" جوارها قائلا بابتسامة يشوبها الألم:
_ لو شايفه أن ده الحل يبقى أنا مستعد اسيب البيت.

وضعت الفنجان إلى جوارها مخاطبة "آدم" بابتسامة وهنة ونظرات تحمل الكثير له:
_لما عرفت الحقيقة مكنتش قادرة اصدق اللي سمعته مكنتش متصورة أنك ممكن تخدعني طول السنين اللي فاتت دي بس الحقيقة أن وجعي كان مضاعف لما عرفت أنه فعلا مش ابني، حسيت بعجز ووجع....

كانت عيناها قد فاضت بما فيها مقاومة اختناق صوتها:
_وبرغم كده أنا حقيقي عايزه أشكرك عشان قدرت تسكن وجعي سنين طويلة لحد ما ربنا عوضني بأحفادي.

كان "آدم" مانعا تأثره بحديثها مردفا بنبرة ظهرت بها قوة:
_مش عايزه تعرفي الماضي اللي خلاني اعمل كده؟

حركت رأسها نفيا بابتسامة واسعة ممتزجة بدموعها:
_مش هيفيدني بحاجه، بقى عندي اللي أهم منه اهتم بيه.

ارتجفت يديه بعنف بعدما كان سيضم كفيها ويطلب منها السماح شاعرا بالذنب من ردها الهادئ الذي فوجئ به، لكن "خلود" ابتسمت ابتسامة حالمة، فقد قرأت عينيه مكتفية بتحريك رأسها موافقة هامسة:
_مسمحاك يا آدم، كفاية عليا الثواب اللي أخذته لما ربيت خالد.

حرك رأسه موافقة هامسا بابتسامة حانية:
_أنت أمه فعلا يا خلود.
...............................................................
_لم تكن هذه من البداية خططتنا.
تلك عبارة هتفت بها "سيلا" بانفعال للضابط "فرنادو" في مكتبه الذي في الجهاز الأمني.

زم "فرنادو" شفتيه بأسف مردفا بهدوء:
_أنا أعرف أنها لم تكن الخطة، لكن أدريان الأن يسلط الجميع ضدك كما إنه يسعى في محاولات الاغتيال لشخصيات سياسية معروفة.

قبضت "سيلا" يديها متحكمة في نبرتها؛ لتفسر تصرف "أدريان":
_أدريان يفعل ذلك لمجرد العند معي بعدما رفضت ارتباطنا.

حرك رأسه متفهما:
_ إلى الأن لم يحدث شيء يجعلني أسعى ورائه، لذا حذريه أن هذا ليس في مصلحته.

لوت " سيلا" شفتيها بسخرية بعدما تذكرت توعد "أدريان" لها بالموت:
_جواسيسك أحسنوا عملا، فهم يحضرون اجتماعات الوكالة كلها.

ابتسم "فرنادو" بفخر، فتلك كانت فكرته عندما جائت "سيلا" تضع أمامه قضية عملاقة كهذه؛ ليمسك بحفنة المجرمين المتنكرة برداء رجال الأعمال متذكرا سنين تعاونهم الخمسة التي كل مرة تجعله يضع يده على المجرم المطلوب شريطة أن تكون هي و "أدريان" خارج حسبة الشرطة.

هتفت "سيلا" بعدها بجدية شابها نبرة الانتقام التي ظهرت في نظراتها مغيرة مسار الحديث:
_الأن يجب أن نسعى وراء إيهاب بأسرع وقت ونكبح رده بعدما أخذت الشرطة الشريحة الألكترونية التي كان سيستغلها ضدكم أو يبيعها لحسابه.

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin