الفصل الرابع

167 15 2
                                    


على السفرة تجمع الكل عدا "آدم"، وعليه علقت
"مريم" مستغربة، فهي لم تعرف والدها يتأخر عن المائدة: 
_ماما هو بابا مش هياكل؟

ردت "خلود": 
_معرفش بس أكيد بيتكلم في التلفون.

كان "فارس" يوزع ابتسامات للكل على الطاولة، فوكزته "دارين" في قدمه من تحت الطاولة،
دخل أحد الخدم ينادي "فارس"، فأجاب " فارس"  مبتسا ابتسامة واسعة، وكأنه يعرف مصيره من الذي سيحدث مرددا في نفسه ( لو عرف اقسم بالله ليولع فيا )، فأخبره الخادم:
_ آدم بيه عايز حضراتكم في الجنينة برا دلوقتي.

نظر "مريم" و"حازم" لبعضهما باستغراب وعليه
اتجه الجميع للخارج، وجدوا  "آدم" يجلس برفقة شخص ما الكل تقريبا يعرف بمجيء هذا الشخص عدا "حازم" ،و"مريم" والأطفال ،فعندما اقتربوا أكثر تمكنت "مريم" من التعرف على هيئته التي تغيرت بشكل كبير، فقد أصبح جسده رياضي بشكل ملحوظ، وأصبحت ملامحه أكثر وضوح ،وجاذبية، فأصبح وسيم للغاية، أما عن الباقي قد التهفوا على هذا الزائر عدا "فارس" فقد كانت خطواته بمحاذاة "حازم" الذي كان يشعر بشيء يحدث اليوم،ولكن لم يتوقع أن يحدث الموضوع بتلك الطريقة، ومن المتضح أن "آدم" كان يعلم بقدومه ،إذا فهو يعادنه ويقصد إثارة غضبه ،ولكن لا مشكلة  فلقد اتخذ عهد أن يعامل "مازن" معاملة الأخوة.
انهالت "شيرين" على "مازن" بالأحضان والقبل ودموعها غزت عيناها، فمازن فرحتها الأولى ودائما يعاملها كأنها حبيبته وليست والدته:
_وحشتني أوي يا قلبي..... اخر مرة هسمحلك تبعد عني.
احتضنها "مازن" وحملها وقبلها و دار بها ،فهو يعرف أن والدته تحب أن تعامل هكذا فهمس لها:
_  أنت اللي وحشتيني أكتر يا شيري.... و متقلقيش مش هسيبك تاني.

أنزل "مازن" والدته، فاحتضنته "دارين"  باكية معطية له ضربات اشتياق على ظهره:
_ كده يا مازن تسيبنا وتمشي 4 سنين.

ضحك "مازن" : 
_خلاص يا دارين واللهي لأستقر معاكم.

انزل "دارين" ومد يده لخلود ،لكن "خلود" جذبته إليها وقبلته في وجنته قائلة:
_  فاكر نفسك كبرت يا مازن ده أنت ابني.

ضحك "مازن": 
_وأنا اطول ابقى ابنك وحشني أكلك اوي يا مرات عمي.

مد "فارس" يده لمازن فاحتضنا بعضهم كالأصدقاء:  _نورت بيتك يا برو.

تقدمت "مريم" ومدت يدها لتسلم عليه بفرح:
_ألف حمدالله على سلامتك يا مازن.

صافحها مبتسم ابتسامة واسعة:
_ الله يسلمك يا مريم.

ظل "حازم" واقفا أمامه ،فتأهب "مازن" منه ردة فعل غير لطفية،  فتح "حازم" له ذراعيه مستعدا لاحتضانه احتضان قوي ،فتقدم نحوه "مازن" كان عناق قوي حقا قائلا "حازم" له: 
_ألف حمدالله على سلامتك يا مازن...... نورت يا اخويا.

سعد "مازن" بردة فعله تجاهه وقال:
_ الله يسلمك يا حازم.... بنورك.

صفق "علي" كف على الأخر مبتسما بمشاكسة :
_ طب ينفع كده محدش يقولي أن ابو الصحاب جاي منظري ايه أنا دلوقتي.

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن