الفصل الثالث والعشرون

99 13 1
                                    


كان "فارس" جالس مع "دارين" في سيارته دون أن يتكلم، فتأففت "دارين" بضجر قائلة:
_فارس لينا ربع ساعة واقفين هنا، هو في اي بالضبط؟

ابتسم "فارس" ونظر لساعة يده ومن ثم تنهد قائلا:
_لسه 5 دقايق يا دارين اصبري بقى.

رفعت حاجبها باستنكار ثوان، ولما التمست منه التجاهل عقدت ذراعيها على صدرها بحنق والتزمت الصمت إلى أن مضت المدة التي قالها، فوجدته ينزل من السيارة ثم يستدير نحوها كي يفتح لها الباب مستعملا حركة درامية تدل على اللباقة، فضحكت "دارين" ونزلت من السيارة، واضعة يدها في يده إلى أن وصلوا إلى مطعم شهير معروف بالقاهرة، فابتسمت قائلة بحماس:
_أنا جعانة والله فعلا يا فارس.

ضحك "فارس" وهز رأسه في استسلام من حديثها الطفولي الذي لا يدل على مركزها المرموق إلى أن دخلوا للمطعم، فوجدت أن مكان خالي لا يوجد به أحد سواهم، فعقدت حاجبيها باستغراب ونظرت له مطالبة تفسير، لكنه تجاهلها وأكمل سيره حتى جعلها تجلس على إحدى الطاولات، قائلا:
_أنا دقايق وهكون عندك، أوعي تتحركي.

سألته بفضول:
_رايح فين؟

أجابها مسرعا بابتسامة اتبعها بغمزة ماكرة ومن غادر:
_هأكد عليهم أن القاعة تفضل فاضية عشان نبقى على راحتنا يا قمر أنت.

صفقت "دارين" بمرح وابتسمت بعفوية، وظلت تتفحص المكان بعينيها لفترة، فقد أعجبها ذوق المطعم وطريقة ترتيبه الراقية، وتمتمت بفرح ( المطعم هادي وحلو أوي)  لم تفت ثوان على جملتها، وكانت قد انطفأت الإضاءة في القاعة بأكملها، فقبضت يدها، وارتسم الذعر على ملامحها وقبضت معدتها خوفا، فنادت بخفة:
_فارس يا فارس أرجوك اظهر وقولي أن ده جزء من المفاجأة الغامضة.

لم تجد رد، فأمسكت هاتفها كي تنير لنفسها، وهمت بالنهوض من مكانها بحثا عن "فارس" لكن الإضاءة عادت ،وأنارت القاعة من جديد، فابتسمت براحة والتفتت عائدة لطاولتها، فصرخت صرخة مكتومة واضعة يدها على فمها ما إن وجدته أمامها جاثيا على ركبته وفي يده باقة من الورود الحمراء قائلا بابتسامة جذابة:
_كل سنة وأميرتي بخير.

همت بإلقاء نفسها عليه وسط دموعها الحارقة، فاحتضنها ودار بها عدة مرات مقبلا وجنتها بخفة هامسا لها:
_حقك عليا يا دارين، أنا آسف يا حبيبتي.

كانت تشدد من احتضانه بقوة، وتلكمه بقوة على ظهره قائلة بصوت متحشرج أثر البكاء:
_وحشتني أوي يا حازم، أنا اللي آسفة أني جرحتك، صدقني مكنتش اقصد.

ابعدها عن احضانه،مبتسما لها ابتسامة دافئة  ومن ثم طبع على جبهتها قبلة عميقة قائلا بهمس:
_هتفضلي طول عمرك بنتي يا دارين وعمري ما ازعل منك.

أكمل جملته، وبدأت أنامله تمسح الدموع التي التهمت وجنتيها قائلا بحب:
_سامحتيني يا دارين صح؟

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير Where stories live. Discover now