الفصل الخامس والعشرون

116 11 1
                                    


_ممكن ادخل؟؟
كانت تلك عبارة "حازم" الذي أردفها بابتسامة حانية وهو واقف أمام باب غرفة "آدم" في مزرعة "فارس".

أتاه الرد فورا بنبرة متهدجة:
_تعالى يا حازم.

أكمل "حازم" سيره لداخل الغرفة وما أن وقف أمام الكرسي الذي يجلس عليه "آدم" حتى انحنى وطبع قبلة عميقة على رأسه ومن ثم جلس في الكرسي الذي أمامه، فابتسم "آدم" قائلا بصوت جهوري:
_هي اللي بعتتك ليا صح؟

هز رأسه نفيا مردفا بتنهيدة طويلة:
_هي مش مصر اصلا ومتعرفش عن زيارتي ليك دلوقتي، أنا جاي اشوفك أنت يا عمي.

هز رأسه بتفهم قائلا بهدوء مطالعا وجهه بابتسامة حانية:
_ احفادي عاملين اي يا حازم؟

ابتسم "حازم"  بدفء محركا رأسه:
_زعلانين ومش عارف ارضيهم يا عمي.

عقد "آدم" حاجبيه بضيق قائلا بعنف:
_اكيد عشان عايزين مامتهم، اتصل بيها وبلغها تيجي تقعد معاهم.

ابتسم "حازم" بخبث مظهرا الاسى على وجهه:
_يا عمي هما زعلانين عشان عايزين يشوفوك أنت كل شويه زن زن.

تغيرت ملامح "آدم" لأخرى مرحة بسهولة قائلا بابتسامة واسعة:
_حبايبي والله وحشوني اوي.

خاطبه "حازم" بهدوء:
_طب لما هما وحشوك وأنت وحشتهم المفروض ترجع بقى.

لوى "آدم" ثغره ساخرا:
_توقعت أنك عرفت كل حاجه من فارس أو منها لما جتلي مع فارس ودارين.

ضحك "حازم" بأسى قائلا:
_أنا عرفت من مازن عموما، بس صدقني يا عمي البيت كله هيخرب بجد لو مرجعتش.

عقد "آدم" حاجبيه بضيق ثم ربت على يده قائلا بلهفة:
_مالك يا حازم حاسك موجوع يا ابني؟

امتلئت عينا "حازم" بالدموع فجأة واختنق صوته في أخره بعدما قص على "آدم" ما يحمله من ألم، وكأنه كان ينتظر أن يسأله أحد حتى يغدق عليه بألمه، ما إن أكمل حتى احتضنه "آدم" بقوة هاتفا بحنان:
_بقى معقول يا ابني شايل كل ده جواك!

كان "حازم" يشدد من احتضانه بقوة ملتزما الصمت تماما، فأكمل "آدم":
_متقلقش يا حازم مامتك هتسامحك وفارس كمان وكفايه أنك اعتذرت وكبرت باختك وأهم حاجه أن هي قبلت اسفك، بس في موضوع عايزك فيه.

ابتعد " حازم" عن "آدم" مردفا بتهذيب:
_تحت أمرك يا عمي.

ابتسم "آدم" مردفا بجدية:
_مريم قالتلي أنك هتطلقها وتاخد الولاد الكلام ده صح؟

فرك "حازم" يديه مطالعا الارض مردفا بصوت منخفض:
_والله يا عمي هو الكلام ده كان صح.

_مستني توضيح وعايز اعرف ناوي على اي؟

هز رأسه بالموافقة قائلا بتنهيدة مؤلمة:
_مريم يا عمي مبقتش حاطة ثقة فيا، مش عارف ده بسبب الكوابيس ولا عشان اي بس أنا اهتميت وبقيت احطلها الادوية المهدئة بس هي اتهمتني وكل مرة باتهام شكل  وراحت كذبت وقالتلي أنها حامل عشان تشوف إذا فعلا كنت بحبها ولا لا بس أنا سكت واهتميت بيها برضو بس ناقشنا بقى بيوصل للطلاق ده لحد ما لقيتها نفذت كلام ماما وبطلت تكلمني أنا موافق أنها تسمع كلام مامتي عشان تهديها بس ده مبرر أن هي متتصلش بيا بعدها أو تيجي الشركة او البيت عندي عشان تشوفني معتقدش أن أنا قصرت معاها في يوم عشان توجعني كده.

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz