الفصل الثاني والعشرون

102 12 1
                                    


_مش قادرة خلاص يا دارين حاسه أن في حبل ملفوف حوالين رقبتي بيخنقني.
تلك كانت جملة "مريم" التي أردفتها بنبرة وهنة ،وهي مستلقية على السرير في غرفتها.

تنهدت "دارين" بحزن قائلة:
_ أنت زعلانه على عمي ولا على حازم؟

زلت قطرة من الدمع الحارق على وجنتها مردفة بصوت مختنق:
_ الاتنين..... خسرت الاتنين بغبائي، نفسي أشوف بابا واعتذرله واستخبى جوه حضنه زي زمان.

أردفت "دارين" بتلقائية:
_ أنا متأكده أن عمي هيرجع عشان طنط خلود أكيد هيجي.

نظرت لها بتأثر:
_ أديكي قولتي عشان ماما مش عشاني، أنا لو بص في وشي بس يبقى كويس.

سمعوا طرقات الباب المنتظمة ، فاعتدلت "مريم" في جلستها سامحة للطارق بالدخول الذي كان "فارس" يخبرهم بابتسامة واسعة قائلا بحماس:
_ عمي في المزرعة بتاعتي مع عم فتحي.

صفقت "دارين" بطريقة طفولية، بينما همت "مريم"  بالوقوف بعدما خفق قلبها بعنف بعد سماع هذا الخبر:
_ أنا هروحله دلوقتي مش هستنى حاجه.

أردف "فارس" بأمر:
_ اجهزوا احنا يدوب نوصل على بليل ونرجع الصبح بدري.
................................................
يحظى الإنسان مرة واحدة على حياة، ينفذ ويفعل بها ما يشاء، حياة تكون أفعالها بكامل إرادته، يسلك بها الطريق الذي اختار، والذي أيضا سيحاسب عليها بخيرها وشرها، لكن ماذا عن من اختار أن يسلك طريق لم يفكر به يوما؟ أيكون مخطىء والظلم قد أعمى بصيرته عن الصواب،ومن مفاجأت الزمن أن ما سلكته وما فعلته ليس في محله، هل يضعني الزمن في نفس الطريق إذا إلتقيت صدفة بأهلي؟ وهل أكرر أفعالي تحت مسمى الثأر.
قطع تفكيرها عندما طرق باب مكتبها طرقات منتظمة والتي كانت صاحبتها ( السكرتارية)  الجديدة تخبرها بأن هناك من يريد مقابلتها، ويدعى ( مازن فريد) ، فابتسمت تلقائيا سامحة له بالدخول، وماكانت هي إلا ثوان حتى دخل "مازن" مبتسما ملقيا عليها التحية، فأشارت له بالجلوس قائلة بمخملية متصنعة كي لا تلفت إنتباهه بانجذابها لهم كأسرة وتظهر نقطة ضعفها:
_ اقدر اساعدك بايه يا مازن؟

رفع "مازن" حاجبه باستنكار قائلا بتهكم:
_تساعديني!!  أنا جايلك كده من نفسي قولت أشكرك على اللي حصل امبارح.

تفرست ملامحه لثوان، ثم رددت ببرود:
_ أنا معملتش حاجه كبيرة يا مازن عادي يعني ولو كنت جاي عشان تشكرني فشكرك وصلني خلاص

أكملت جملتها وراحت تعبث بالاوراق، فزم "مازن" شفتيه بحنق من برودها قائلا بمكر:
_ سيلا هو أنت دارسة علم نفس صح؟

أجابت باهمال مكملة ما في يدها:
_ أنا دراستي الاساسية الصيدلة يا مازن، وكنت بتسلى كتير في كتب علم النفس.

تمتم "مازن" بتحليل، ثم أردف بتساؤل :
_دارسة صيدلة وبتتسلي في كتب علم النفس ورياضية بشكل ملحوظ وسيدة أعمال كبيرة.

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن