الفصل الثلاثون والأخير

276 22 11
                                    


كانت "خلود" جالسة رفقة  "شيرين"  يساعدان"ملك" ابنة "دارين" على حل فرضها المنزلي تارة، ويضحكان تارة، فقد كانت تلك الطفلة المشاكسة تقص عليها ما حصل معها في المدرسة اليوم، كانت "خلود" بالفعل بدأت تناسي مع حصل والتأقلم بحقيقة مع عرفت، فكلام "سيلا" بدأ يعطيها دفعة إلى الأمام، كذلك تفكيرها بما مضى جعلها تشعر بتحسن، فرغم أنها لم تربي طفلها إلا أنها حظت بذاك الشعور الأمومي مرة أخرى بعدما فقدت إحدى توأميها.

خرجت على صوت ضحكهم "دارين" من المطبخ ومعها "فارس" الذي كان يعد لملك بعضا من الشطائر بعدما قد صرفوا كل الخدم بناءا على رغبة "مازن" الذي دخل لتوه منزله ومعه "حازم" و"مريم" وأخيرا "خالد" الذي دخل وعينيه تجوب المنزل بتفحص، وما إن رأوه الجميع، حتى ابتسموا برسمية ظنا منهم أنه ضيف عدا "خلود" التي فعلت مثلهم في البداية ثم راحت تتفحص ملامحه المألوفة لذاكرتها التي كانت منتعشة بصور "خالد" في تلك الفترة، لكن "خالد" ثبت نظره عليها في نظرة طويلة مشتاقة قد لاحظتها "مريم"، فتألمت له ضاغطة على كفه بقوة، حتى يثبت.

هم " مازن" مبدئيا بصرف "ملك" لغرفتها متعللا أن لديهم ضيف، نفذت "ملك" مطيعة ثم شرع "مازن" مخاطبا "خلود" بابتسامة مشعة:
_ ست الكل في حد هيموت ويطمن عليكي.

ابتسمت "خلود" بتوجس لذلك الواقف بعينان مليئة بالسعادة متقدما نحوها بابتسامة واسعة خالطها دمعة خانته على وجنته ثم جثى على ركبتيه أمامها ممسكا كف يدها الذي قبل باطنه بعمق ثم وضعه على وجنته هامسا بنبرة ضعيفة:
_وحشتيني أوي.

ارتجف كف يدها من قبلته تلك التي اشعلت جرحها بنار الحرمان مبتسمة بفرحة لم تكن تعرف سببها متحركة مشاعرها الأمومية تلقائيا نحوه هامسة بحب:
_أنت تشبه خالد ابني.

نظر الجميع الجميع لبعض بصدمة خالطها الآسف عدا "مريم" التي تفشت بها النيران في داخلها متجهة نحوهما وجاثية إلى جوار "خالد" معيدة ما فعله أخيها ثم مردفة بصوت باكي:
_ ماما خالد أخويا رجعلنا..... خالد عايش يا ماما.

حينها فاضت عيني "خالد" بما فيها مشددا من احتضان كف "خلود" مرددا لها بكلماته المشتاقة تزامنا مع اندهاش وارتفاع شهقات كلا من "شيرين" و "دارين" وأخيرا "فارس" لكن "خلود" ما كان منها سوى الاندماج فيما قالته "مريم" محتضنة "خالد" بكل ما فيها من قوة، فإحساسها يخبرها أنه ليس غريب كما أن حاجتها مشتاقة إلى مثل هذا الاحساس، لكن "خالد" ابعدها عنه سألها إذا ما كانت تصدقه أم لا، لكن "خلود" كانت تبكي صارخة باسمه وأنه ابنها فقط غير معتبرة بكلامه إذا كان صدق أم لا، فتلك كانت القشة الذي يريدها الغريق، حتى يصدق أنه سينجو من الموت.

_ أنت نصاب.
جاء من خلفهم "آدم" يلقي جملته عليهم بصوته المنفعل الغاضب بعدما رأى من البداية ما حصل ، لكنه لم يقتنع بما يحصل، فأي عقل بشري يصدق هذا الكلام.

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt