الفصل الرابع عشر

119 12 1
                                    

ما إن انهت "دارين" كلمتها، حتى ارتفعت وتيرة أنفاس الأخرى، وزاد معدل خفق قلبها فأردفت بتلعثم:
_ ان... أنت بتقولي اي؟

هزت "دارين" رأسها بالتأييد لكلامها:
_ دي نفس الحبوب اللي باخدها، أنا عرفتها من الحروف المطبوعة على الحبة، أنتي ليه  ملخبطة العلب؟؟

خطفت "مريم" العلبة من يد "دارين" وأفرغت محتواها، فوجدتها كلها نفس شكل الحبة التي في يد "دارين"، فنظرت لها منصدمة وأردفت بنبرة مرتعبة :
_ حازم هو اللي جابلي الحبوب دي، وفهمني أن ده مهدىء.

وضعت " دارين" يدها على فمها، تحاول كتم شهقتها، حتى لا تزيد حرارة الموقف.

................................
عودة للماضي.......

بعدما أطلق "ألڤين" سراح أعضاء "الوكالة" أجمع، عاد الجميع يفكر، بعضهم يفكر في كيفية وقوع تلك الحمراء في مصيدته، حتى ينال منصب نائب زعيم "الوكالة"، والبعض الأخر يفكر أن يحمي تلك المقنعة السوداء، حتى لا تقع في شباك " ألڤين" المختل، فبالنسبة لهم الفتاة المقنعة أسدت لهم خدمة كبيرة، كان "أدريان" يدور في عقله الأف الاسئلة عن مخطتها المفاجىء له، كيف فعلت ذلك بكل سلاسة؟، فقرر أن يعود إلى البيت،ولا يبحث عنها، لربما "ألڤين" يراقب تحركاتهم، بمجرد ما فتح الباب، وجد الإضاءة منخفضة وهي تجلس على الأريكة عاقدة ذراعيها على صدرها،تطالع السقف بشرود، فإبتسم بخفة وتقدم، حتى أصبح أمامها، قائلا بنبرة ساخرة:
_ بقا تخطفي الراجل وكمان تقتليه في نفس اليوم اللي المفروض تتعرفي عليه، أنا هخاف على نفسي منك يا سيلا، المفروض أن أنا كنت هنفذ معاكي.

نظرت له بلامبالاة، فحمحم بقوة قائلا بجدية:
_ أنا عايز أعرف إزاي خططتي لكل ده لوحدك؟

ابتسمت بخفة، وظلت تلعب بأصابع يدها قائلة بتية:
_ مش مهم تعرف، اللي حصل حصل.

غضب من طريقة ردها، ورفع سبابته في وجهها محذرا، قائلا بعصبية:
_ ألڤين مجند كل اللي في الوكالة يوصلولك ويقتلوكي عشان قتلتي كريس.

استرخت على الأريكة، ورفعت إبهامها وسبابتها في وجهه مشكلة شكل المسدس قائلة ببرود:
_حق مامتي رجع يا أدريان.

اندهش من برودها، وحملق بها باستغراب:
_ مش خايفه من اللي جاي؟!

ضحكت بطريقة مختلة:
_ لا، وأقولك كمان أنا حبيت الشغلانة أوي وهكمل على كل اللي في الوكالة واحد واحد.

مرر يده بين خصلات شعره، وهو مبتسم بأسف:
_ سيلا، أبوكي سهل جدا يكشفك وأنا أراهن أنه ممكن يسلمك لألڤين رغم المشاكل اللي بينهم.

ردت بتلقائية والدموع تملأ عينيها:
_ أنا مش هرجعله، القعدة معاه في القصر بتخنقني،أنا كنت قاعدة عشان أمي بس خلاص السبب راح.

تنهد بقلة حيلة:
_ وناوية على اي دلوقتي؟

ابتسمت بخفة، ونهضت لتقف أمام النافذة متطلعة بوجهها في الزجاج الشفاف:
_ هبدأ حياتي طبعا.

السكون الذي يسبق العاصفة( نصفي الأخر ) الجزء الثالث والأخير Where stories live. Discover now